نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 88
لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُذُرًا
ـ[ابو عبد الأكرم]ــــــــ[26 - 02 - 2014, 03:28 ص]ـ
روى البخاري عن علي رضي الله عنه قال:
"لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُذُرًا، فإن من ورائكم بلاءً مبرِّحًا مُمْلِحًا – وفي بعض الطرق: مُكْلِحًا - وأمورًا متماحِلةً رُدُحًا".
[الأدب المفرد (1/ 169) وصححه الشيخ الألباني].
شرح غريب الالفاظ المذكورة في قول علي رضي الله عنه عُجُلاً: من العجلة، أي لا تكونوا عجولين.
مذاييع: جمع مذياع، وهو من أذاع الشيء.
قال ابوعبيد في كتابه غريب الحديث ج3 ص463بترقيم الشاملة
بُذُرًا: الذي لا يستطيع كتم سرَّه، وهو جمع بَذور وبَذير.
قال صاحب كتاب مقاييس اللغة
وَالْبُذُرُ الْقَوْمُ لَا يَكْتُمُونَ حَدِيثًا وَلَا يَحْفَظُونَ أَلْسِنَتَهُمْ.
مُبَرِّحًا: أي البَرْح هو الشدة والشر، والمعنى أنه أمر شديد شره.
قال في اللسان
مُبَرِّحاً؛ أَي شَدِيدا. وَفِي الحَدِيث: (ضَرْباً غيرَ مُبَرِّحٍ)، أَي غير شاقَ.
وَهَذَا أَبْرَحُ عَلَيَّ من ذَاك، أَي أَشَقُّ وأَشَدُّ.
مُمْلِحًا: الملحة لجة البحر، فكأن المعنى: بلاءٌ شديدٌ شرُّه واسعٌ انتشارُه.
مُكْلِحًا: أي يجعل الناس كالحين؛ أي عابسين.
مُتماحِلَة: الممحالة: القوة والشدة والإهلاك
رُدُحًا: الفتن الثقيلة العظيمة.
" .. أما المذاييع فَإِن واحدهم مِذْياع وَهُوَ الَّذِي إِذا سمع عَن أحد بِفَاحِشَة أَو رَآهَا مِنْهُ أفشاها عَلَيْهِ وأذاعها.".
قال تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
يقول الشيخ السعدي في تفسيره:" هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك، وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: {لعلمه الذين يستنبطونه منهم}
أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة".
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره من فؤائد الاية
"الحرص على عدم إذاعة الشيء إلا بعد التيقن من معناه والمعرفة به، يؤخذ من قوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} وهذا إنكار عليهم
ومن فوائدها التحذير من التعجل في نشر الخبر، ووجهه: أن الله حكى ذلك ذاماً له".
ثم قال الشيخ رحمه الله "هذه الآية تنطبق تماماً على ما نحن فيه الآن، حيث إن كثيراً من الناس يعلنون الأخبار على عواهنها، ولا يبالون بما ترتب عليها من خير أو شر، ولا يزنون بين المصالح بعضها مع بعض، ولا بين المفاسد بعضها مع بعض، ولا بين المصالح وبين المفاسد، وإنما يذيعون الشيء وينشرونه بدون تحقيق ولا تمحيص، وهذا من دأب المنافقين؛ لأن الله تعالى ذكرهم في هذا السياق، فقال: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} [النساء: 81]."
فيا عبد الله اذا اردت ان تشيع او تنشر او تكتب وتقول فضع نصب عينك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيته الجامعة وهي مارواه الترمذي عن أبي ذر ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
فمن اتق الله وقاه شر لسانه وفعاله
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 88