responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 770
أحصت نازك الملاءكة [كذا] في كتابها " مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية " (ص 29 وما بعد) أضرار هذا النوع من الأحذية، وبالغت في استقصاء ذلك نصيحة لبنات جنسها من النساء، قالت ــ ومعذرة أخي على هذا الاستطراد، والذي يشفع لي في ذلك ندرة هذا النقل، وبعده عن المصلحين والوعاظ، وأنه من امرأة مجربة لهذا المحذور، فعسى أن تجد هذه الكلمات قلبا مفتوحا، وأذنا صاغية، فيقع به النفع، وما ذلك على الله بعزيز ــ:

’’ أما الضرار المادية والروحية التي يفرضها الكعب العالي على المرأة فهي كثيرة، سنحصيها وندرس صلتها بوضع المرأة الفكري العام:

الأضرار الصحية:

وأبسط وجوه الضرر التي ينزلها الكعب العالي هو الوجه الصحي، فإن الله قد خلق القدم مسطحة لحكمة عظيمة، تنسجم بها القدم مع الجسم، فيساعده ذلك على الحركة والحياة والنمو، وما أظن أي إنسان متعلم يقوى على مناقشة هذا، فالصحة تتطلب أن نلبس الكعب الواطئ، والمشية الطبيعية التي تساعد الجسم على الرشاقة والجمال؛ هي مشية تنبسط فيها القدم، ويرجع الصدر إلى وراء، وكل امرأة سليمة لم تشوه الأباطيل ذهنها تعترف بأن السير بهذه الكعب عسير مزعج.

وأعجب العجب أن هناك نساء تبلغ بهن عبودية الذهن أنهن يزعمن أن الكعب العالي أسهل في المشي عليهن من الكعب الواطئ، وهن يناقشن في ذلك متحمسات فما مدلول هذا؟ مدلوله الواضح أن طول ما ألفن هذا القيد قد أمات إحساسهن الطبيعي، وجعلهن يدافعن عنه كما تدافع المرأة الصينية القديمة عن الأربطة الضيقة الجارحة التي يربطون بها قدمها لتبقى صغيرة، فيصبح الأسر عادة، ولعل ذلك يشبه موقف ذلك العبد الذي تعلم أن يضربه سيده حتى إذا كف يوما عن ضربه استاء وضاق وشعر أنه ناقص، فالدفاع عن الكعب العالي من هذا الصنف.

وأبسط وسيلة لإثبات هذا: أن نسأل رجلا أن يلبس الكعب العالي، ويسير نصف ساعة، وسيرى معنى ما نقول، فإن السير بالكعب يكاد يكون مستحيلا، وأنا شخصيا لم أستطع حتى اليوم أن أحتمله، والمرات القليلة التي أرغمت فيها على لبسه كانت أتعس أوقات عمري، وقد شعرت خلالها بازدراء فكري لنفسي، وحنق غاضب على الذين وضعوا للمرأة هذه العبودية المرهقة، وبقيت أتساءل عن السبب الذي يوجب على المرأة هذا العذاب، فلم أهتد مطلقا؛ اللهم إلا أن الإنسان الشرير الذي ابتدع هذا الكعب قد ارتجله ارتجالا، دون أية فائدة اجتماعية للمرأة، وقد أرادوا بذلك أن يفرضوا علينا بطء الحركة وقلة الحياة.

أضراره الجمالية:

ويتبع السبب الصحي في الكعب العالي سبب جمالي فني، يتطلبه الذوق الإنساني السليم؛ لأن الكعب العالي يضفي التصنع والتكلف على مشية المرأة، فتموت الروح الإنسانية الحرة التي خلقت لتكون كريمة منطلقة، تفرض ذاتها على كل شيء، إنما سعادة الروح والعقل في أن يكون الجسم حرا مرتاحا غير ذليل، والكعب العالي يقتل الروح ويذلها؛ لأنه يفرض علينا أن ندوس طبيعة أجسامنا دون سبب وجيه، فلماذا ينبغي أن تتصنع المرأة في مشيتها؟ قالوا: إن ذلك مقياس الجمال، ولذلك جعلوه النمط، ولكن من وضع هذا المقياس للجمال؟ أما الطبيعة فإن مقياس الجمال عندها هو انسجام أوضاع الجسم وحركاته مع وظائفه التي يؤديها، فالحركة الحرة المنطلقة التي لا تتعب الجسم وإنما تنسجم مع بنائه هي الحركة الجميلة دائما، إن الجمال هو انسجام أجسامنا مع الحركات التي نؤديها، فإذا أردنا إطلاق أعلى قابلياتنا الفكرية والروحية؛ فإن علينا أن نقوم بالحركات الطبيعية التي تلائم أجسامنا، فبذلك تنمو وتزدهر روحنا ونملك الحرية والجمال.

والكعوب العالية تقتل الحركة الطبيعية قتلا، وتذل الجسم؛ لأنها تفرض عليه حركات مصطنعة، وإذا شعر الجسم بأنه ذليل، ذلت روح الإنسان ونكست رأسها وخنعت، ولعله لا يخفى أن التصنع بالمعنى الفلسفي إذلال للجسم والعقل، وإنما الكرامة الفكرية في أن نكون طبيعيين، نؤدي أعمالنا ونحن أحرار في حركاتنا، نغدو ونروح في خفة ورشاقة وحرارة، ... ‘‘ إلى آخر كلامها.).

[من كتاب: الكبائر للإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ، تحقيق الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ـ حفظه الله ـ، ص: 259ـ262، من قديم مشاركاتي في بعض الملتقيات بتاريخ (25 نوفمبر, 2004)].

ـ[أم محمد]ــــــــ[13 - 10 - 2011, 10:59 م]ـ
وهناك صفة للكعاب العالية لعلها من صفاتها البارزة والتي لا تكاد تنفك عنها في زماننا هذا -زمان العجائب!! -، وهي صفة إحداث الطقطقة! والصوت ذي الصدى (العالي) -موافقة للكعب العالي!! -، حتى ربما يُسمع ولما يُرى مصدره!!
وعن حكم هذا الاختراع الأوروبي المبتَكر العجيب (!!) سُئل الإمام الألباني -رحمه الله-:
السؤال: هل تأثم المرأةُ بلبس الحذاء الذي يُخرج صوتًا عند المشي؟
الجواب: وكيف لا! إن الأحذية ذات الكِعاب المُحدَّدة بالحديد -أو ما يُشبهه مِن المعادن- التي لها صدًى في أثناء المَشي؛ هذا تطبيقٌ أو تحقيقٌ لنصٍّ قرآني بأسلوبٍ آخر!
قال -تَعالى-: {ولا يَضْرِبنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ليُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ}.
أصبح -اليومَ- هذا النَّصُّ القرآنيُّ يُخالَف ليس بطريقةِ الخلاخلِ المَخْفيَّة، وهي خلاخل تعرفونها: (أساور الساقين)، هذه الآية تُطبَّق -اليوم- ليس في طريقةِ الخلاخل والضَّرب بالأرجل مِن النِّساء لِتسميعِ صوتِ الخلاخل؛ وإنَّما ضرب الأرجل لتسميع ضربِ النِّعال!
وهذه النِّعال ذات الكِعاب العالِية والمُحدَّدة -كما قُلنا-، نحنُ نعلمُ أنَّ الحديدَ لبعضِ الحيوانات!! لكن: تطوَّر الأمرُ، وترقَّت المَدَنيَّة الأوروبيَّة الفاجرة؛ فوضعوا الحديدَ لمَن يسمُّونهم بـ (الجنسِ اللَّطيف)!! والحديد إنما يكون للدَّواب التي تحمل الأثقال!!
فهذا -الخلاصة- لا يجوز، وعلى المرأةِ أن تخفضَ نَظرَها، وأن تكون مشيتُها فيها مشيةً فيها الخفضُ والخفتُ والأناة.
وسبحان الله!
بَعُدنا جدًّا جدًّا عن الآداب الإسلامية، ونحنُ نزعم أن نحققَ المجتمع الإسلامي!
يا جماعة! إذا ما حقَّقنا المجتمع الإسلامي في بيوتِنا، في حاراتِنا، في قُرانا؛ ما راح نستطيع نحققها في مدننا، وفي عواصِمنا، وفي دُولنا ...

[المصدر: "سلسلة الهدى والنور"، الشريط (190)، الدقيقة: (1:19:13)].
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 770
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست