responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 704
لماذا الهجوم على السنة النبوية؟ ومن يقف وراءه؟
ـ[هَذِه سَبِيْلِي]ــــــــ[19 - 11 - 2011, 04:22 م]ـ
لماذا الهجوم على السنة النبوية؟ ومن يقف وراءه؟
محمد إبراهيم مبروك
مجلة البيان

عندما يكون السؤال: لماذا الهجوم على السُّنة النبوية؟ فإن ذلك يعني أنني أقصد: لماذا تصاعدت وتيرة هذا الهجوم تصاعداًً كبيراً في السنوات الأخيرة؟ لأن الهجوم على السُّنة النبوية في ذاته هو أمر تقليدي للغاية ما دام الصراع بين الحق والباطل قائماً إلى يوم القيامة. فإذا كانت الإجابة الحتمية على هذا السؤال هي: أن هذا التصاعد يحدث لأن هناك من يقوم بدعمه واحتضانه، تأكَّد لدينا أن هذه الإجابة هي إجابة السؤال الثاني (من الذي يقف وراءه؟) نفسها. ومرادي من ذلك أن أُبرِز بشكل واضح أن المسألة لا علاقة لها تماماً لا بالفكر ولا بحريته، ولا بالبحث والاجتهاد ولابأي شيء من ذلك؛ إنما هي سياسة فقط؛ سياسة دولة قررت أن تقود ضد الإسلام حرباً فكرية شعواء مدججة بالمال والإعلام والتزييف والتدليس والقهر السياسي.

الهجوم على الثوابت لتفكيك الأمة:
من خلال ما تقدَّم يتضح خطأ التعامل مع قضية الهجوم على السُّنة النبوية في نطاق مستقل؛ وإنما يجب التعامل معها في الإطار الشامل لهذه الحرب الفكرية، فبعيداً عن الدعاوى المشبوهة للحوار مع الآخر التي تؤكد الأحداثُ المتتالية أن ما يُقصَد بها هو التزامنا (طرفاً وحيداً) بهذا الحوار؛ بينما الطرف الآخر ممعن في قهرنا (العسكري والسياسي) في كل مكان ما مكنته الظروف من ذلك، لا يتغير في هذا سوى تعبيرات الوجوه ونفاق التصريحات.
فالهجوم على السُّنة النبوية يأتي في إطار الهجوم على كل ثوابت الإسلام؛ هجوم على الشريعة بالدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، وهجوم على أهل السُّنة والجماعة بمسمى محاربة الوهابية والتطرف ودعم الصوفية، وهجوم على عقيدة الولاء والبراء بدعوتي (التسامح والتقارب بين الأديان)، وهجوم على كل شيء له علاقة بالإسلام الحقيقي، وفي المقابل طرح إسلام بديل بلا قواعد ولا ضوابط يسمى الإسلام الليبرالي؛ يتوافق مع المضمون العَلماني الغربي ولا يحمل من الإسلام نفسِه سوى الشعار، ومن ثَمَّ يتخلص الغرب الأمريكي من صراعه الحضاري مع الإسلام بحسب تصور قادة الفكر لديه من أمثال ليونارد لويس وفوكوياما وهينتنغتون.

الهجوم على السُّنة ذريعة للهجوم على القرآن:
بناءً على ما سبق فإن الهجوم على السُّنة النبوية لا يقف عند حدود السُّنة النبوية فقط؛ وإنما يستهدف القضاء على الإسلام بالكامل؛ لأنه يستهدف الهجوم على القرآن أيضاً بشكل مباشر؛ لأن إسقاط السُّنة يعطي الفرصة لكل مغرض وحاقد على الإسلام أن يفسر القرآن تبعاً لما يمليه عليه هواه؛ لأن السُّنة «هي التي تبيِّن مجمله، وتقيد مطلقه وتخصص عامَّه ... وقد يحتمل نص الكتاب أمرين فأكثر فتُعيِّن السُّنة أحدهما» [1].
وها هو المتحدث باسم القرآنيين المصريين (عصابة القرآنيين، أو الأحق: زاعمو القرآنية) المدعو عثمان محمد علي ابن أخ زعيمهم أحمد صبحي منصور يؤكد ما نقول؛ حيث يذهب إلى أنه بإسقاط السُّنة «أصبحت المحرمات والمسلَّمات والثوابت السابقة المزعومة مادة ممكنة للبحث والاستنباط والتمحيص والمناقشة واستخراج سوءاتها وسيئاتها وتعريتها وتعرية رجالها؛ لنتعلم من أخطائها، ولنفرق من خلالها بين الإسلام والمسلمين وبين ما في القرآن وما طبَّقه المسلمون، ولنتعلم أن نقف مع الحق ولو كان ذلك على حساب رجال كنا نعدهم من الصالحين ظاهرياً مثل الصحابة والتابعين والفقهاء» [2]؛ فأين هذا الإيمان بالقرآن لدى رجل يسخر من كل الثوابت والمحرمات والصحابة؟
إن الأمر لا يعدو كذبة مزعومة للتستر على الإلحاد والعمالة ومن ثَمَّ ليس غريباً أن يكون أحمد صبحي منصور زعيم مدعي القرآنية أحد المشاركين الرئيسيين في مؤتمر أمريكي حول (الكفار المسلمين). هكذا بكل صراحة؛ حيث نشرت وكالة الأنباء الأمريكية خبراً جاء فيه: «إن حركة القرآنيين تعتزم تنظيم مؤتمر غير مسبوق هو الأول في أمريكا (للكفار من المسلمين سابقاً) حسب ما بثته الوكالة، كما نشرت مضمون بيان أصدرته يقول: (إن المؤتمر سيُعقَد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية تحت اسم «الاحتفال بالكفر ... التفكير الناقد من أجل الإصلاح الإسلامي)، وجدير بالذكر أن
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 704
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست