responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 700
لا تستوحش من قلة الأتباع!
ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 11 - 2011, 10:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

عن أنس بن مالك -رضيَ اللهُ عنهُ-، قال: قال رسول اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-:
«ما صُدِّق نبيٌّ [مِن الأنبياءِ] ما صُدِّقتُ، إنَّ مِن الأنبياءِ مَن لَم يُصدِّقْهُ مِن أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ واحِدٌ».
قال الإمامُ الألباني -رحمهُ الله-:
(ويشهدُ للحديثِ ما روى ابنُ عبَّاس -رضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- قال: «عُرضت عليَّ الأُمم, فرأيتُ النَّبيَّ ومعه الرَّهطُ, والنَّبيَّ ومعه الرَّجلُ والرَّجُلان، والنَّبيَّ ليس معه أحدٌ ...» الحديث.
أخرجه الشَّيخان وغيرُهما.
وفي الحديثِ دليلٌ واضحٌ على أنَّ كثرةَ الأَتْباعِ وقِلَّتَهم ليست معيارًا لِمعرفةِ كَونِ الدَّاعيةِ على حقٍّ أو باطل؛ فهؤلاءِ الأنبياءُ -عَليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ- مع كَونِ دَعوتِهم واحِدَةً، ودِينِهم واحِدًا؛ فقد اختلَفُوا مِن حيث عَددُ أتباعِهِم -قِلةً وكَثرةً-، حتى كان فيهم مَن لم يُصدِّقهُ إلا رجلٌ واحدٌ؛ بل: ومَن ليس معهُ أحدٌ!
ففي ذلك عبرةٌ بالغةٌ للدَّاعيةِ والمَدعُوِّين في هذا العصر.
فالدَّاعيةُ عليه أن يتذكَّر هذه الحقيقةَ، ويمضيَ قُدُمًا في سبيل الدَّعوةِ إلى الله -تَعالى-، ولا يُبالي بِقِلَّةِ المُستجِيبينَ له؛ لأنَّه ليس عليه إلا البلاغُ المُبين، ولهُ أسوةٌ حسَنةٌ بالأنبياءِ السَّابقين الذين لم يكنْ مع أحدِهِم إلا الرَّجُل والرَّجُلان!
والمَدعوُّ؛ عليهِ أن لا يَستوحِشَ مِن قلَّةِ المُستجيبين للدَّاعيةِ، ويتَّخذَ ذلك سببًا للشكِّ في الدَّعوة الحقِّ وتَركِ الإيمان بها، فضلًا عن أن يتخذَ ذلك دليلًا على بُطلانِ دعوتِه؛ بِحُجَّة أنَّه لم يتَّبعْه أحدٌ، أو إنَّما اتَّبعهُ الأقلُّون، ولو كانت دعوتُه صادقةً؛ لاتَّبعهُ جماهير النَّاس!
واللهُ -عزَّ وجلَّ- يقول: {وَمَا أَكثرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}).
«السلسلة الصَّحيحة» الجزء الأول، حديث رقم (397).

ـ[أم محمد]ــــــــ[21 - 11 - 2011, 05:05 م]ـ
(الداعي يدعو ولا ينقطعُ عن الدَّعوةِ ولو لم يتَّبعه أحدٌ؛ لأنه يعلمُ أن أمر الهُدى والضلال إلى الله؛ وإنما عليه البلاغ، وأنه يصبر على ما يَلقى مِن إعراضٍ وعِنادٍ وكيدٍ وأذًى، دون أن يُجازيَ بالمِثلِ، أو يفتر في دعوته من أذاه؛ لعلمِه بأن الذي يجازي إنما هو الله).
"الدُّرر الغالية" للعلامة ابن باديس -رحِمهُ اللهُ-، (47).

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 700
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست