نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 669
[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2164#_ftnref5) رواه أبو داود في الطهارة برقم 284.
[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/2164#_ftnref6) رواه البخاري في العلم برقم 69، ومسلم في الزكاة برقم 1719.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.
المصدر من هنا (http://www.binbaz.org.sa/mat/2164)
** الشيخ محمد صالح العثيمين
السؤال: بارك الله فيكم فضيلة الشيخ أرجو توضيح بشكل مفصل متى يعذر الإنسان بالجهل ومتى لا يعذر به من ناحية العقيدة والأحكام الفقهية مأجورين
الجواب
الشيخ: هذا السؤال سؤال هام سؤال عظيم لا يتسع المقام لذكر التفصيل فيه لأنه يحتاج إلى كلام كثير قد يستوعب هذه الحلقة كلها وزيادة ولكن على سبيل الإجمال لدينا آيات من القرآن وأحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تدل على أن الإنسان معذور بالجهل في كل شي لكن قد يكون مقصرا في طلب العلم فلا يعذر وقد تبلغه الحجة ولكنه يستكبر ويستنكر فلا يعذر في هذه الحال ومن الآيات الدالة على أن الإنسان معذور بالجهل قوله تعالى (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) وقال الله تعالى قد فعلت وقال الله تعالى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) وقال الله تبارك تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وقال الله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) وقال الله تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) وقال الله تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) والآيات في هذا المعنى عديدة وكذلك في السنة فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال أن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان أو أنسى عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولكن قد يكون الإنسان مقصر بطلب العلم بحيث يتيسر له العلم ولكنه لا يهتم به ولا يلتفت إليه وقد يكون الإنسان مستكبرا عما بلغه من الحق فيبين له الحق ولكنه يقول أنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على أثارهم مهتدون كما يوجد من كثير من العامة المعظمين لكبرائهم من أمراء أو علماء أو غير ذلك يستكنفون عن الحق إذا دعوا إليه وهؤلاء ليسوا بمعذورين فالمسألة مسألة خطيرة عظيمة يجب التأني فيها والتريث وربما نقول لا يقضى على كل لا يقضى فيها قضاءا عاما بل ينظر إلى كل قضية بعينها فقد نحكم على شخص بكفره مع جهله وقد لا نحكم عليه والناس يختلفون فيما مدى غايتهم في الجهل منهم الجاهل مطلقا جهلا مطبقا لا يدري عن شيء كأنه بهيمة ومنهم من عنده فطنة وحركة فكر لكنه عنده استكبار عن الحق ومنهم من بين ذلك فعلى كل حال الجواب على وجه عام فيه نظر ولكن تذكر قواعد وتطبق كل حال على ما تقتضيه هذه الحال نعم
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة