نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 575
الفرق بين العلماء والوعاظ
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 01 - 2012, 10:34 ص]ـ
البسملة1
سئل فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظهُ اللهُ-:
لا يَخفى عليكم -شيخَنا- مدى الشُّيوع والذُّيوع الذي عرفهُ الوُعَّاظ -في السَّنوات القليلةِ الأخيرة-، وانتشروا عبر شبكةِ الإنترنت، وعبر الأشرطةِ، وعبر الأقراصِ الصَّلبةِ، وعبر الفضائيَّات؛ مِمَّا جعل النَّاسَ وعمومَ النَّاس وإخوانَنا السَّلفيِّين في ارتباكٍ؛ لم يعودُوا يستطيعون أن يُفرِّقوا بين الدَّاعيةِ الواعظِ وبين العالِم الذي يُستفتى، مع ما يَتلبَّسُ به هؤلاء الوُعَّاظُ مِن مُخالفاتٍ؛ نذكُر منها: عدم التَّثبُّت في الأخبار، والإطناب والإغراق في حكاية القصص الواقعيَّة للعُصاةِ التَّائبين وغيرهم، كذلك: الحماسة والاستعجال؛ فوقع الشَّبابُ السَّلفي في قضيَّة المضادَّة والانفصام بين العلماء وبين الوُعَّاظ.
أريد مِن فضيلتكم كلمةً -في هذا الموضوع- لشبابِنا السَّلفيِّ -لا أقصد عامَّة النَّاس-، شبابنا السَّلفي الذين صاروا لا يُفرِّقون بين زَيدٍ مِن الوُعَّاظ وعمرٍو من العُلماء.
ولكم منَّا جزيل الشُّكر والعرفان.
فأجاب:
أمَّا بالنِّسبة للتَّفريق بين الوُعَّاظ والعلماء: فهذا ينبغي أن يكونَ مِن بدهيَّات الدَّعوة السَّلفيَّة، ومِن بدهيَّات الفهمِ الصَّحيح لِمنهجِنا، وأصولِنا العِلميَّة المُعتَبَرة.
الدَّاعيةُ السَّلفي له أُصولُه، وله قَواعدُه، وله مَبادئُه التي لا يَجوزُ أن يتساهلَ فيها، أو أن يتهاونَ بِها، نعم؛ قد يتلطَّف في البيانِ مع بعضِ المُخالِفين؛ فهذا مِن حِكمة الدَّاعية.
أمَّا أن يكونَ مثلُ ذلك سبيلًا للتَّشويش على هؤلاء الإخوة؛ وبالتَّالي يَخلِطون بين العالِم السُّنِّي، والواعظِ المُخلِّط، وصاحبِ القصص .. !؟
نحن لا نُنكر الوعظَ مِن حيث هو، ولا نُنكرُ القصصَ مِن حيث هي ..
ولكنْ: نُنكر أن يكونَ ذلك -أوَّلًا- بغير رَبطٍ عِلميٍّ.
ثانيًا: أن يكونَ بغيرِ تأصيلٍ مَنهجيٍّ.
ثالثًا: أن يكونَ بغيرِ تثبُّتٍ وتبيُّنٍ وتدقيق.
رابعًا: أن يكونَ ذلك (غالبًا) على سِواه مِن أصول العلمِ الشَّرعيَّة -عقيدةً ومنهجًا-.
لذلك أنا نصيحتِي لإخوانِي جَميعًا: أن يتنبَّهوا إلى هذه الدَّقائق؛ ليَنجُوا مِن هذه المآزقِ.
وأُوصيهم -دائمًا- بأن يستفيدوا، وأن يَهتمُّوا بأشرطةِ مشايِخِنا الكبارِ -رحِمهمُ اللهُ-: الشَّيخ الألباني، والشَّيخ ابن باز، والشَّيخ ابن عثيمين.
وقد سألني -اليومَ- سائلٌ؛ فقلتُ له:
واللهِ؛ لو عشنا دَهرَنا -كلَّه- نسمعُ أشرطةَ مشايخِنا -وهي أشرطةٌ عِلميَّةٌ مُحرَّرة-؛ لَمِتنا ولا نقطع هذه الأشرطةَ؛ بل ولا نصفَها!!
ولو أنَّنا قطعناها؛ فإعادتُها فيها الإفادةُ، وفيها تثبيتٌ للعِلم، وتثبيتٌ للمعرفة.
فلماذا نفعلُ ما قد يُقالُ لنا بِسَببِه: {أتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}؟
وزادك الله حرصًا -أخي الكريم-.
فرغته من لقاء على البالتوك بتاريخ: (5/ 12/2006)، من الدقيقة (43:13). من هنا (http://www.ballighofiles.com/umzayd/paltalk06125.rm) لسماع اللقاء كاملًا.
ـ[أم محمد]ــــــــ[26 - 01 - 2012, 01:56 م]ـ
كيف نفرق بين القاصِّ السُّنِّي، والقاصِّ البدعي:
(القاصُّ السُّنِّيُّ: هو مَن يَبنِي قصصَه على التثبُّتِ والتَّبيُّن؛ فلا يخلط، ولا يخبط.
القاصُّ السُّنِّيُّ: هو الذي يربطُ قصصَه بالمنهجِ والعقيدة؛ فلا يكونُ قصصُه عاطفيًّا حَماسيًّا، آنِيَّ التَّأثير، ووقتِيَّ الفائدة.
القاصُّ السُّنِّيُّ: هو الذي يُعظِّم العلمَ والعُلماءَ، ويكونُ وصلَةً بينه وبين العُلماء الرَّبَّانيِّين -من علماء الكتاب والسُّنة-، ولا يكونُ فيصلًا بينه وبينهم؛ بِحيث يُقبِل النَّاسُ عليه، ويُدبِرون عن العلماء الرَّبَّانيِّين.
القاصُّ السُّنِّيُّ: هو الذي يجعل للقصصِ مَنزلتَها ومكانتَها التي جعلها لها الشَّرعُ، دون أن يَزيدَها، ودون أن يعطيَها أكبر مِن حجمِها.
القاصُّ السُّنِّيُّ: هو الذي يعترف مِن نفسِه -بنفسهِ- أنَّه طالبُ علم، وليس عالِمًا، وأنَّه -مهما اشتُهر- ليست الشُّهرةُ دليلًا على الحقِّ والصَّواب.
وبالتَّالي: فكلُّ مَن تَخلَّف عن هذه الشُّروطِ يكونُ قاصًّا بِدعيًّا، أو مُخالفًا -على الأقلِّ- بِمقدار هذا التَّخلفِ -المشارِ إليه-).
من جواب للشيخ علي الحلبي، في لقاء البالتوك (5/ 12/2006)، (1:11:35). من هنا (http://www.ballighofiles.com/umzayd/paltalk06125.rm) لسماع اللقاء كاملًا.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 575