responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 51
وأما ما قال عنه شيخ الإسلام رحمه الله: (بَلْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ مِنْ أَيِّ طَائِفَةٍ كَانَ) فهو فيمن ذكر في قوله: (بَلْ الْأَسْمَاءُ الَّتِي قَدْ يَسُوغُ التَّسَمِّي بِهَا مِثْلُ انْتِسَابِ النَّاسِ إلَى إمَامٍ كَالْحَنَفِيِّ وَالْمَالِكِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ، أَوْ إلَى شَيْخٍ كَالْقَادِرِيِّ والعدوي وَنَحْوِهِمْ، أَوْ مِثْلُ الِانْتِسَابِ إلَى الْقَبَائِلِ كَالْقَيْسِيِّ وَالْيَمَانِيِّ، وَإِلَى الْأَمْصَارِ كَالشَّامِيِّ وَالْعِرَاقِيِّ وَالْمِصْرِيِّ) فهذه لا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ولا يتعصب لشيء منها عصبية جاهلية فيوالي عليها ويعادي؛ وإلا فليس المراد منها في الأصل مخالفة السنة، فإن كان كذلك صارت من العصبية المذمومة كتعصب أهل المذاهب الفقهية السائغة في الأصل.
وأما الانتساب إلى السنة وانتساب من خالف السنة إلى ما انتسب إليه من العقائد والمناهج والطرائق فهذا يوالى عليه ويعادى، لأنه ليس ثم إلا حق وباطل، وإلا سنة وبدعة، ولا يقال في هذا (من أي طائفة كان)؛ فإنه لا يجوز له أن يكون من هذه الطائفة أو تلك، بل يكون كما قال شيخ الإسلام (أنا مسلم متبع للكتاب والسنة) وقد اختصر ذلك الشيخ الألباني رحمه الله على بعض مناظريه في الانتساب للسلفية فقال: كل يدعي في زماننا أنه مسلم، فقال المناظر: يقول: متبع للكتاب والسنة، فقال: وكل يدعي وصلا بليلى، ولكن الاتباع لا يتم إلا بفهم السلف، قال: فيقول: بفهم السلف الصالح، قال: إذن اختصر ذلك فقل: (سلفي) نسبة إلى السلف، والسلف لم يكونوا إلا مسلمين على الكتاب والسنة.
ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في موضع آخر ـ وهي من الكلمات التي أنصح طلاب العلم بحفظها ـ: (ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًّا)، فيقول أنا على مذهب السلف، ويقول: بريء من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، والسهروردية والجشتية، والإخوانية والتبليغية، يعلن بذلك ولا يكتمه؛ فإنه لا يتم التوحيد إلا بالبراءة من الشرك ولا تتم السنة إلا بالبراءة من البدعة وأهلها.
أقول ذلك لأن كثيرا من الناس يأتي بمثل هذا النص محتجا للفرق القديمة والحديثة وتسويغا لبقائها وانتساب أهلها إليها، وأن أكرم جميع الطوائف والفرق بدعية كانت أو سنية هو أتقاهم، ولا تقوى إلا بالسنة.
مع أنه ينبغي مراجعة تسويغ الانتساب إلى القادرية والعدوية ونحوها من مناهج السلوك (التصوف) فإنها صارت شعارا للابتداع وإن كان عبد القادر ومن كان مثله لم يكونوا إلا على السنة في الجملة.
كما أنه يجب التنبه إلى أن كثيرا من كلام شيخ الإسلام رحمه الله في مثل هذه المسائل يكون من باب التنزل في المناظرة والبحث والجدل، فهو يخاطب مناظره المنتسب إلى تلك الفرق مع ادعاء اتباع الكتاب والسنة، فيناظره في أصل الانتساب والتسمي وما يجب أن يتسمى به المرء مع التنزل مع دعواه اتباع الكتاب والسنة، فحينئذ يصح أن يقال: (من أي طائفة كان).
والله أعلم.

ـ[ابو عبد الأكرم]ــــــــ[19 - 03 - 2014, 03:00 م]ـ
كَانَ كُلٌّ السَّلَفِ يَقُولُونَ: كُلُّ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ فِي النَّارِ، وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: مَا أُبَالِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَعْظَمُ؟ عَلَى أَنْ هَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ، أَوْ أَنْ جَنَّبَنِي هَذِهِ الْأَهْوَاءَ، وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ سَمَّانَا فِي الْقُرْآنِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ، فَلَا نَعْدِلُ عَنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي سَمَّانَا اللَّهُ بِهَا إلَى أَسْمَاءٍ أَحْدَثَهَا قَوْمٌ -وَسَمَّوْهَا هُمْ وَآبَاؤُهُمْ- مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ.

ـ[خالد العاشري]ــــــــ[19 - 03 - 2014, 08:30 م]ـ
بارك الله فيك، وزاد فضلك وعلمك، أبا محمد فضل بن محمد.
فهمت الكلام على وجهه مثلما قصد إليه شيخ الإسلام رحمه الله، إذ كيف يكون متقيًا اللهَ من ينتسب إلى غير الكتاب والسنة، يوالي ويعادي على غير هذه النسبة، ولهذا قال: أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان، أي: سواء تفقه حنفيا، أو مالكيا ... ،ما دام احتكامه إلى الكتاب والسنة، في ورده وصدَره.
فقول شيخ الاسلام ليس من المتشابه لمن عقله، بل هو دقيق غاية.
وقد قلتَ: إلا أن يكون أراد الاستشهاد بكل موضع على حدة تأكيدًا وتذكيرًا، وأقول: إنما جمعت بينهما لأنهما خلاصة الكلام ونقايته.
فالجملة الأولى تبين عدم شرعية الانتساب إلى أسماء ما أمزل الله بها من سلطان، يتحزب المنتسبون إليها، فيتفرقون بسببها، ويتحزبون في دائرتها، ويوالون من وافقهم على حزبيتهم، ويعادون مخالفهم، ليس من منظور موافقه الحق.
والثانية تدل على أن المعتبر هو حقيقة الاتباع لهدي محمد صلى الله عليه وسلم، إذا لم يكن في أصل التسمية مخالفة شرعية، ولم يؤدي التسمي بها إلى جهالة حزبية وعصبية جاهلية، وكما قلت أنت: ((فهذه لا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ولا يتعصب لشيء منها عصبية جاهلية فيوالي عليها ويعادي؛ وإلا فليس المراد منها في الأصل مخالفة السنة، فإن كان كذلك صارت من العصبية المذمومة كتعصب أهل المذاهب الفقهية السائغة في الأصل ...)) إلى آخر قولك.
وفي عدم تبيّنِك القصد من صنيعي، ما يدل على أن في بعض من ينظر فيه من قد يفهم خلاف مرادي منه، فكان لازما علي أن أختم بشكرك كما بدأت به.
جعلنا الله من الداعين إليه على منهج نبيه صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضي الله عنهم، غير مبدلين ولا مغيرين.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست