responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 494
2 - اعتبار حجية الثابت من السنة النبوية المشرفة دون الضعيف: فيجب قبول مضمون الرواية الثابتة عن رسول الله http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif بحسب القواعد التي سار عليها علماء الحديث ولو بأدنى درجات الثبوت، وهو يسميه علماء مصطلح الحديث: "الحسن لغيره" (10)، مع مراعاة تأثير التفاوت بين درجات الثبوت في قيمة المسألة العقدية وتقييم المخالفة فيها، وقد أجمع السلف رحمهم الله على إثبات المسائل العقدية بحديث الآحاد (11).

3 - الجمع بين العقل الصريح والنقل الصحيح: يستقل العقل بالدلالة على أصل الربوبية والنبوة، ودلالته على ذلك قائمة بنفسها، إلا أن العقل الصريح بعد إثباته النبوةَ لا ينفرد بتأسيس عقيدة تفصيلية لم يصرح بها القرآن أو السنة الصحيحة، بل لا توجد مسألة عقدية يمكن أن يثبتها العقل إلا وفي القرآن والسنة تنبيه عليها (12)، وضابط صراحة العقل فطريته واتفاق العقلاء عليه، كالقول بأن الأثر يفتقر إلى مؤثر، وبأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعلى هذا يلزم التوافق بين العقل الصريح والنقل الصحيح من القرآن والسنة؛ لأن العقل الصريح قد شهد بعصمة النقل الصحيح كما هو معلوم من دلائل النبوة اليقينية، فيمتنع بعد ذلك أن يكذّبه، لكنه قد يعجز عن إدراك كثير من حقائق ما جاء به النقل، ويحار لها ويعجب منها تعظيما لا تكذيبا، والشرع يأتي بمحارات العقول ولا يأتي بمحالاتها (13). وهكذا القول في دلالة الحس؛ فإنها تابعة لدلالة العقل؛ لأن الحس مجرد أداة للإدراك العقلي.

4 - اعتبار حجية إجماع الصحابة http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada.gif؛ لقوله http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) (14)، وقول ابن مسعود http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif: (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ) (15)، وهو مصدر غير مستقل عن القرآن والسنة، لكنه مبين لتعين دلالتهما على أمرٍ ما؛ لذلك كان لا بد لأي إجماع من مستند من نصوص القرآن أو السنة (16)، كإجماع الصحابة على بيعة أبي بكر http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada.gif، استنادا إلى قوله تعالى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى 38].

إذا تبينت مما سبق المعالم الرئيسية للمنهج الشرعي في دراسة العقيدة وتأصيل مسائلها وتقرير دلائلها، فليعلم أن كل ما أحدثه الناس وراء ذلك من مصادر ومناهج لتلقي العقائد فهو مردود بقوله http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد) (17)، ومن أمثلة ذلك:
1 - الرؤى والمنامات؛ فهي من سوى الأنبياء في أحسن أحوالها مبشرات ومنذرات خاصة بمن رآها، لا ترتقي إلى مرتبة المصدرية لأحكام الدين فضلا عن عقائده.
2 - الكشوفات الرُوحانية والإلهامات؛ فقد كان أحظ الناس بها عمر بن الخطاب http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif لقول النبي http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif: (إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب) (18)، ومع ذلك ما كان عمر http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/rada1.gif يحتج بهذا الإلهام على إذا خالفه أحد من الصحابة، ولم يكن الصحابة يتركون مخالفته في اجتهاداتهم الفقهية لأجل هذه المزية عنده.
3 - التقليد المجرد من الدليل؛ لانحصار العصمة في النبي http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif، فمن ادعاها لغيره لزمه عدم القول بختم النبوة بمحمد مضمونا لا لفظا؛ لأن العصمة أخص خصائص النبوة، وبها لزم إتباع النبي؛ لأن المعصوم دائما على الحق، وإتباع الحق واجب، فسوق العصمة فيمن بعد النبي http://www.wesaltv.net/vb/images/smilies/mohmad1.gif تجويز لاستمرار النبوة في حقيقة الأمر.
وكما يلزم الإعراض عن المصادر غير الشرعية، ورد المناهج البدعية، يجب أن يُعلم أن الميل بمصادر العقيدة الصحيحة المعتمدة شرعا عن طريقة السلف في فهمها والاستدلال بها يعطل شرعيتها، ويدخل المائل بها في دائرة الابتداع.
ومن الآفات التي أدخلها أصحاب المناهج البدعية على مصادر العقيدة الشرعية:
1 - التأويل الاصطلاحي الذي أحدثه المتكلمون (19)، وهو صرف ألفاظ القرآن والسنة عن ظواهرها المتبادرة إلى الذهن بحسب اللسان العربي، إلى معانٍ مرجوحةٍ؛ لمجرد معارضاتٍ عقلية وهمية غير صريحة، وقد أفضى هذا التأويل إلى تحريف كثير من معاني الوحي، وفتح باب التأويل الباطني لكل العقائد (20).
2 - الميل بدلالات السنة النبوية، إما بقبول ما لم يصح كما هو فاشٍ عند المتصوفة (21) والشيعة، أو برد ما صح من الأخبار بحجة عدم إفادة أخبار الآحاد اليقين، كما هو منهج المتكلمين عامة (22).
3 - الميل بالدلالات العقلية، إما بتسليط العقل الوهمي على الوحي، وجعله حاكما عليه مصححا له، ما يفضي إلى تعطيل حقيقة وظيفة الرسالة، وإما بتعطيل الدلالات العقلية الصريحة وتجاهلها، وإهمال ما زخر به القرآن منها (23)، والنظر إلى دلالاته على أنها سمعية مجردة تؤخذ على قاعدة التسليم، فلا يخاطب بها غير المؤمن بالرسالة.
4 - عدم توثيق الإجماعات، والتساهل في حكايتها دون مستند، في مسائل عقدية لا يُتصور خفاؤها مع عموم الحاجة إليها.

وبعد فهذه لمحات موجزة عن منهج التأصيل العقدي عند أهل السنة والجماعة، نرجو أن تكون قد صورت للقارئ الكريم معالم ذلك المنهج الرباني النبوي، ونبهت على ضرورة العناية بهذا النوع من الدراسات المنهجية النقدية، وأن التصحيح العقدي في المنهج سابق لأي تقرير واستدلال، وأن النقد العقدي المنصف المتجرد من صلب منهاج النبوة، وأنه الضمانة بإذن الله لخروج الأمة الإسلامية من آفة التفرق والخلاف العقدي، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
ــــــــــــــــــــــــــ
د. سعود بن عبدالعزيز العريفي (http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=823&mot=1)

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست