responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 386
طب تركه المسلمون لليهود والنصارى ".
لأنه يرى المسلمون فرطوا لما يحتاج المسلمون إلى غيرهم في الطب , الطب مثل غيره صنعة من الصناعات وليس أمر محال أن يبدع به المسلمون لكن عرف كثيرمن الأطباء من غير المسلمين ..

.. أما مخترعات الدنيا فلا ينبغي أن يطلق فيها أنها جائزة مطلقا أيضا , وإنما يُفصل لأن من مخترعات الدنيا ما هو محرم؛ فتحريمه لا من جهة أنه اختراع؛ ولكن من جهة ما يوصل إليه , كما ما يوقع من بعض الناس على سبيل المثال ما يقع من بعض الشباب , وبعض النساء عنده بعض الاجهزة؛ فيتجسس من خلالها على مكالمتي جيرانه؛ فيعرف أن هذه زوجة فلان تكلم اختها وأن هذا بيت فلان يكلم فلان أخاه فيعرف أخبارهم.
حين يُحرم هذا الاجهاز لا يحرم أنه اختراع من حيث هو , ولكن حرم لأنه أوصل إلى محرم بحيث لو استمع هو وتجسس على جاره لكان محرم , فتحريم لا يعود على أصل الجهاز , ولكن يعود إلى كونه بنيا لتجسس على المسلمين فمنْ هنا ينبغي أن يقيد الكلام , لأن بعض الناس يقول البدعة في الدين محرمة , وفي الدنيا محرمة أللي هي المخترعات.
يقول بعض المخترعات ضارة فهي محرمة من حيث هي سواء توصل إليها بجهازٍ حديث أو توصل إليها بطرق المعتادة مثل ما ذكرنا في مثل هذه الأجهزة لتصنت على الناس وكشف عوراتهم ونحو ذلك ولهذا قال: (طريقة في الدين مخترعة) مخترعة لأن هي معنى البدعة شيء ميتدع

(تضاهي الطريقة الشرعية) إذا نظرت إلى المتبدع وإلى حاله في التعبد , وإلا كأنه يتقرب بالسنة هذا الظاهر من حاله , ولهذا تنافس الطريقة الشرعية وهذا من مفاسد البدع التي سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى عند خطرها.

(يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالى) هذا في الحقيقة حال أغلب أهل البدع من الدهماء والعامة يتقربون بالبدع لله – سبحانه وتعالى – ويصحب تقربهم للبدع إخلاص لا يشك فيه؛ بدليل أن بعضهم ينفق ماله , وقد يكون شديد الفقر في هذه البدعة؛ لما تفعل هذا يقول: لأجل رسول الله , الدين أمرنا بهذا.
فهو يظن أنه بهذه الفعلة يتقرب إلى الله – تبارك وتعالى – ولهذا نص هنا على هذا الأمر , لأن الغالب على المبتدعة إلا كما قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى –: " رؤوس أهل البدع الكبار الغالب أنهم من أهل الضلال " بل يقول " كثير منهم زنادقة " الذين يقودون هذه البدع لأنهم في كثير من الأحيان يعلمون الحق لا يشكون فيه لكنهم ينتفعون كما قال الله في أهل الكتاب (إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) وهذا واقع لأهل البدع فكثير من إصرار زعماء المبتدعة على البدعة بسبب أنها مجلبة ليست سهلة لكثير من الأموال لكثير من الوجهات لتقديسه وتقديس عائلته .. لكن عموم الدهماء عموم العامة في العموم الأغلب أنهم يجهلون ولهذا ليس لهم بعد رحمة الله – عز وجل - مثل الدعاة إلى الله الذين ينورنهم ويبصرونهم ولهذا تلاحظ أن أهل البدع عموما من الروافض والمتصوفة يظل العامة عندهم في شبه ضلام يحالون أن يعموا عليهم الأمر ويحذرونهم من العلم لأن هذا العامي الذي في كثير مم الأحيان يظن هذا الدين الذي بعث فيها محمد صلى الله عليه وسلم لو أفاق وانتبه لعاد على هؤلاء الشياطين بالمذمتة والحرب ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى في دهماء مع زعمائهم:
يبغون منهم دعوة ويقبلو ... ن أياديا منهم رجا الغفران
ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم ... رجموهم لا شك بالصوان
قال لو علموا الحق لكان رموهم بالحجارة
لكن هم يظنو أن هؤلاء ذو مكانة سامية فهمت الواحد منهم يتمنى دعوة من هذا الذي يظنوا أنهم من صلحاء ..
ولهذا نص على هذا القيد في البدعة؛ لأنه لابد من النص على أنها بدعة , وأن صحة نية المبتدع ولهذا قال: (يقصد في بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله) بمعني أن الإنسان لا تأخذه العاطفة؛ فيقول: صحيح أن هؤلاء أناس مساكين لكنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم حين يفعلون كذا وكذا.
يقال: هي بدعة , وعلى كل حال ولو تصورنا فيهم الإخلاص؛ لأن الفعل إذا كان مبتدعا لا يخرجه عن كونه بدعة - تخالف الشرع - لا يخرجه أن نية صاحبه نية صالحةً أو له قصد أو غير ذلك من هذه الأمور التي هي للعاطفة أقرب منها إلى العلم.
[من 1:00 إلى 10:53]

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست