نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 381
البكاء من خشية الله
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[05 - 08 - 2012, 02:04 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
، فقد قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى: {وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم / 43]: " أي: قضى أسباب الضحك والبكاء، وقال عطاء بن أبي مسلم: يعني: أفرح وأحزن؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ...
" تفسير القرطبي " (17/ 116).
مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) [الإسراء 107 - 109].
وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه " زاد المعاد " عشرة أنواع للبكاء نوردها كما ذكرها.
* بكاء الخوف والخشية.
* بكاء الرحمة والرقة.
* بكاء المحبة والشوق.
* بكاء الفرح والسرور.
* بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله.
* بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف، أن الأول " الحزن ": يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف: يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن: حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين " وأقرّ به عينه، ولما يُحزن: هو سخينة العين، وأسخن الله به عينه.
* بكاء الخور والضعف.
* بكاء النفاق وهو: أن تدمع العين والقلب قاس.
* البكاء المستعار والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها.
* بكاء الموافقة: فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي.
" زاد المعاد " (1/ 184، 185).
والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس، وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة.
وقد قيل:
يا آمنا مع قبح الفعل منه هل
أتاك توقيع أمن أنت تملكه
جمعت شيئين أمنا واتباع هوى
هذا وإحداهما في المرء تهلكه
والمحسنون على درب الخوف قد ساروا
وذلك درب لست تسلكه
فرطت في الزرع وقت البذر من سفه
فكيف عند حصاد الناس تدركه
هذا وأعجب شيء فيك زهدك في
دار البقاء بعيش سوف تتركه
اليوم، وقد ورد في الترمذي عن أبي هريرة http://1.1.1.4/bmi/www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif عن النبي http://1.2.3.4/bmi/www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif أنه قال: ((ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها))
والبكاء من خشية الله سمة العارفين قال عبد الله بن عمرو بن العاص http://1.1.1.4/bmi/www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بمئة ألف درهم.
ولما جاء عقبة بن عامر إلى النبي http://1.2.3.4/bmi/www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif يسأله: ما النجاة؟ نعم والله ما النجاة كيف ننجو من عذاب الله؟ فقال له: ((أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) وفي رواية قال: ((طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته)).
بكاء الإثم!!
البكاء على موت كافر أو طاغية أو فاسد، والبكاء العاشقين، وأهل الغرام بالأغاني.
فما في الأرض أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق
فتسخن عينه عند التلاقي ... وتسخن عينه عند الفراق
ويبكي إن نأوا شوقا إليهم ... ويبكي إن دنوا خوف الفراق
فضل البكاء من خشية الله
قال تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور / 25 – 28]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ". رواه الترمذي (1633).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 381