responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 354
فكل من شهد هذه الشهادة يقينا من قبله مؤمنا بها فإن إيمانه بهذا (بأن لا معبود بحق إلا الله) يتضمن قطعا إيمانه بأسماء الله وصفاته فلا يحتاج أن يشهد شهادة أخرى خاصة بالأسماء والصفات، وهذا الإيمان له لوازم كثيرة معروفة وهي القيام بالعبادات جميعها، لذا يصح أن يطلق على من آمن بهذه الشهادة يصح أنه يطلق عليه مؤمن بأسماء الله وصفاته، ألا ترى أننا نقول: آمن الصحابة بما ورد من أسماء الله وصفاته، مع أننا لم نرَ لهم شهادة صريحة في ذلك كأن يقولوا: (نشهد أن لله الأسماء الحسنى والصفات العلى)؛ لأن هذا متضمن لشهادتهم بالتوحيد، وللعلم فإن توحيد الربوبية والأسماء والصفات مدلولها واحد وهو الإيمان بأسماء الله وصفاته وأفعاله لكن أفرد العلماء توحيد الأسماء لما وقع فيه من خلل عظيم، كعادة المسلمين كلما وقع خلل في أمر قاموا وقعّدوا القواعد، صونا للعلم وحفظا، وإلا فإن العلم نقطة كثره الجاهلون، ولولا فساد اللسان العربي ودخول الفرق المخالفة لكان المسلمون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

المسألة الرابعة:
أقسام التوحيد المختلفة:
نجد العلماء منهم من قسم التوحيد إلى قسمين وهما: توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب.
ومنهم من قسمه إلى ثلاثة أقسام وهي: الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
ومنهم من قسمه لأربع وهي: زاد على الثلاث: الإيمان بوجود الله تعالى.
1 - مصطلحات هذه الأقسام لم ينسبها أهل العلم إلى الله ولا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بل ولا إلى الصحابة، فدل أنها اجتهاد للسبب السابق ذكره وهو الحاجة لذلك.
2 - لكل قسم سبب يقتضيه الحال فمن قسّم قسمين نظر إلى أن كلمة التوحيد تدل على وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته (وهذا هو المعرفة والإثبات) وتدل على أن العبد يجب عليه إفراد الله بالعبادة (وهذا هو الطلب والقصد).
ومن قسمه لثلاث فإنه أفرد الأسماء والصفات عن الربوبية –وإلا فهي داخلة فيه- وسبب ذلك عظم الفتنة التي وقعت من الفرق المخالفة في هذا الباب وعلى رأسهم الجهمية، ومن قسمه لأربع فقد أفرد وجود الله بسبب ظهور الملاحدة الذين أنكروا وجود الله.
والنتيجة تجدها واحدة وهي وجوب إفراد الله بالعبادة والإيمان بأسمائه وصفاته وأفعاله، وكل ذلك داخل في معنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله".

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

المسألة الخامسة:
هل معاني أقسام التوحيد موجودة في القرآن والسنة؟
من نظر في سورة الفاتحة فقط سيجد ذلك جليا، والقرآن إنما نزل لهذه الكلمة العظيمة
فالقرآن أخبار وأحكام، والأخبار منها أخبار عن الله تعالى وأخبار عن خلقه فواجب المسلم أن يؤمن بما أخبر الله به عن نفسه (وهذا ما سماه العلماء توحيد الأسماء والصفات والربوبية أو المعرفة والإثبات) والأحكام هي العبادات التي أوجبها سبحانه على عباده (وهو ما سماه العلماء توحيد الألوهية أو القصد والطلب ويسمى توحيد العبادة وتوحيد العبودية) فكلها مصطلحات حملت معانٍ صحيحة.
وكذلك السنة ومن أشهر ما ورد حديث جبريل عليه السلام تجد معاني هذه الأقسام جليا، وكما سبق وأكرر لم يكن الصحابة بحاجة إلى أن يفرد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم توحيد الأسماء والصفات لأنهم –رضي الله عنهم- لم يكن لديهم أدنى خلل في الإيمان بأسماء الله وصفاته فضلا عن وجوده.

الخلاصة:
كل ما سبق مفهوم لدى الصحابة رضي الله عنهم لسلامة ذائقتهم اللغوية، ولكن البلاء جاء من انحراف اللسان ولنأخذ مثالا يوضح أثر انحراف اللسان على العقيدة:
ما الفرق بين مشركي العرب الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من بعدهم؟
1 - المشركون الأوائل لم ينسبوا أنفسهم للإسلام، بينما من بعدهم نسبوا أنفسهم للإسلام وتسموا بالمسلمين. (وأعني بهم من دخل الإسلام ثم وقع في الشرك الأكبر)
2 - المشركون الأوائل لم ينطقوا بكلمة التوحيد، بينما من بعدهم نطقوا بها.
3 - المشركون الأوائل مقرون بشركهم، بينما من بعدهم ينفون ذلك أشد النفي.

ما سبب هذا الفرق الهائل؟
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست