ـ[أبو سلمان النحوي]ــــــــ[05 - 01 - 2013, 09:32 م]ـ
الزهرة الثانية: اتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا
قال الله – عز وجل: ?اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) ? سورة الأعراف
وقال – جلَّ وعلا: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) ? سورة النور
وعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" رواه مسلم (1718) ورواه البخاري مُعَلَّقًا
وقال ابن مسعود – رضي الله عنه: (اتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا؛ فقَد كُفِيتُم).
وقال- أيضًا: (إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر).
وقال أُبي بن كعب – رضي الله عنه: (عليكم بالسبيل والسنة .... وإن اقتصادًا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة؛ فانظروا أن يكون عملكم – إن كان اجتهادًا أو اقتصادًا- أن يكون على منهاج الأنبياء وسنتهم).
ورأى سعيد بن المسيب – رحمه الله- رجلًا يصلي بعد أذان الفجر أكثر من ركعتين، فنهاه عن ذلك. فقال: يا أبا محمدٍ –كنية سعيدٍ، يعذبني الله على الصلاة؟!! قال: (يُعذِّبُكَ اللهُ على خِلافِ السُّنَّةِ).
وقال سفيان الثوري – رحمه الله: (البِدعةُ أحَبُّ إلى إبليسَ من المعصيةِ؛ لأنَّ المعصيةَ يُتابُ منها والبِدعةَ لا يُتابُ منها).
وقال مالك – رحمه الله: (من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالةَ؛ لأن الله تعالى قال: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا? فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا).
قلتُ (أيمن): والبدعة –باختصارٍ- هي: التقرب إلى الله بغير ما شرع اللهُ ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. وحتى يكون العمل مقبولًا – بإذن الله- لا بد أن يكون خالصًا لله وحده لا شريك له (وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله) وأن يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم (وهذا مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم).
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 249