responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 239
كتاب " ذم ما عليه مدعو التصوف " لابن قدامة في ثلاث عشرة نقطة.
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[15 - 03 - 2013, 09:10 م]ـ
الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسَّلام على منْ لا نبيَّ بعدَهُ، وبعدُ:

فكنتُ قدْ قرأتُ رسالةَ " ذم ما عليه مدعو التصوف من الغناء والرقص والتواجد وضرب الدف وسماع المزامير ورفع الأصوات المنكرة بما يسمونه ذكرا وتهليلا بدعوى أنها من أنواع القرب إلى الله تعالى " للعالمِ المحقِّقِ/ موفَّقِ الدِّينِ أبي محمدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيِّ، فوجدتُها على صِغَرِ حجمِها ردًّا مُفْحِمًا على هؤلاء الَّذِينَ يتقربون إلى اللهِ - تعالى - بالغِنَاءِ، والرَّقْصِ، وسماعِ المعازِفِ المحرَّمَةِ.

والرسالةُ في الأصلِ إجابةٌ على سُؤَالٍ أُرْسِلَ إليه، وكانتْ حُجَّتُهُ – رحمه الله – قويةً لاعتمادِهِ على كتابِ اللهِ، وسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، وأقوالِ بعضِ الصحابةِ، وأئمةِ العِلْمِ والفقهِ.

ولمَّا كانتِ الحاجةُ إلى إظهارِ كلامِ أَهْلِ العلمِ المحققينَ في الرَّدِّ على بعضِ الجَهَلَةِ الذين يُبِيحونَ الرَّقْصَ، والْمُجُونَ، ويتقرَّبُونَ به إلى اللهِ= اختصرتُ هذه الرِّسَالةَ في ثلاث عَشَرَة نُقْطَةً، وأرجو من اللهِ الكريمِ الْوَهَّابِ أن ينفعَ بها، وأنْ يُثيب مُقَيِّدَهَا بفضلِهِ، وَمَنِّهِ، وَكَرَمِهِ.

وإليكمُ النِّقَاطَ:
* إنَّ مَنْ يسمعُ الدُّفَ، والشَّبَّابةَ، (1) والغِنَاءَ، ويَتَوَاجَدُ (2) حتى إنَّهُ يرقصُ، ويعتقدُ أنَّهُ محِبٌّ للهِ، ويعتقدُ أنَّ سماعَهُ، وتواجدَهُ، ورقصَهُ في اللهِ= مخطيءٌ ساقِطُ المرُوءةِ.

* والدَّائِمُ على هذا الفعلِ السَّابِقِ مردودُ الشَّهَادةِ في الشَّرْعِ غيرُ مَقْبُولِ القولِ، ومقتضى هذا: أنَّهُ لا تقبلُ روايتُهُ لحديثِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، ولا شهادتُهُ برؤيةِ هِلالِ رمضانَ، ولا أخبارُهُ الدِّينِيَّةِ.

* مَنْ جعلَ وسيلتَهُ إلى اللهِ - سبحانه - مَعْصيتَهُ كان حَظُّهُ الطَّرْدَ والإبعاد، ومنِ اتخذَ اللهوَ واللَّعِبَ دِينًا كان كمن سعى في الأرضِ الفساد، ومَنْ طَلبَ الوصولَ إلى اللهِ – سبحانه – مِنْ غَيْرِ طريقِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وسُنَّتِهِ فهو بعيدٌ من الوصولِ إلى المراد.

* قَالَ أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ: " التَّغْبِيرُ (3) مُحْدَثٌ "، وقال الشَّافِعيُّ: تركتُ بالعراِق شيئًا يُقَالُ لَهُ: " التَّغْبيرُ أحْدَثَتْهُ الزَّنَادِقَةُ يَصُدُّونَ النَّاسَ بِهِ عنِ الْقُرآنِ ".

* مَا أَشْبَهَ هؤلاءِ الذين يُغَبِّرُونَ بمنْ عابَهُمُ اللهُ – تعالى – بقولِهِ: " وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً " قِيلَ: المكاءُ: التَّصْفِيرُ، والتَّصْدِيةُ: التَّصْفِيقُ.

* مَا بَلَغَنَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ العُلماءِ الرُّخْصَةُ في الْمِزْمَارِ.

* فِعْلُ الغِنَاءِ في المساجِدِ لا يجوزُ، فإنَّ المساجِدَ لمْ تُبْنَ لهذا. ويجبُ صونُها عمَّا هو أدنى منه، فكَيفَ بهذا الذي هو شِعَارُ الفُسَّاقِ، ومُنْبِتُ النِّفاقِ؟

* أَمَرَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بالدُّفِّ في النِّكاحِ، وجاءتِ الرُّخْصةُ فيه في غيرِ النِّكاحِ أيضًا.

* لا يَتَبَيَّنُ لي تحريمِ الدفِ إلا أن يكونَ الضاربُ به رجلًا يَتَشَبَّهُ بالنِّسَاءِ، فيحرمُ لما فيه مِنْ تشبهِ الرِّجالِ بالنساءِ.

* كان أصحابُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ – رضي الله عنه – يُخَرِّقُونَ الدُّفوفَ وَيُشَدِّدُون فيها، وذَكَرَ ذلك أحمدُ عنهم ولم يذهبْ إليه؛ لأنَّ السُّنَّةَ وَرَدَتْ بالرخصةِ فيه، وهي أحقُّ ما اتُّبِعَ.

* مَنْ يجعلُ ضَرْبَ الدفوفِ دِينًا، ويجعلُ اسْتِمَاعَهُ واستماعَ الغِنَاءِ قُرْبَةً وطريقًا إلى الله – سبحانه – لا يكادُ يُوَصِّلُهُ ذلك إلا إلى سَخَطِ اللهِ ومَقْتِهِ.

* رُوِيَ عنْ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ أنَّهُ قال: " إنَّهُ بَلَغَني عن الثِّقَاتِ مِنْ حَمَلَةِ العِلْمِ أنَّ حُضُورَ المعازفِ واستماعَ الأغاني واللَّهجَ بها ينبتُ النِّفَاقَ في القلبِ كما يُنْبِتُ العشبَ الماءُ ".

* مَنْ أحبَّ النجاةَ غدًا، والمصاحبةَ لأئمةِ الهُدى، والسلامةَ من طريقِ الرَّدَى، فعليه بكتابِ اللهِ فليعملْ بما فيه، وليتبعْ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وصحابتَهُ.
--------------
(1) الشبابة: المزمار من القصب. قال أبو هلال العسكري في (التَّلخِيص في مَعرفَةِ أسمَاءِ الأشياء) (1/ 422): اليراعةُ القصبةُ الَّتِي يزمرُ بها الرَّاعي، والعامَّةُ تسمِّيها الشَّبَّابةَ، وهيَ مولَّدةُ.
(2) التَّوَاجدُ: التَّمَايلُ مِنَ الطَّرَبِ.
(3) قَالَ اللَّيْثُ مَا نَصُّه: وَقد سَمَّوْا مَا يُطرِّبُون فِيهِ من الشِّعْر فِي ذِكْرِ الله تغبِيراً، كأَنَّهُم إِذا تَناشَدَوه بالأَلْحَانِ طَرِبُوا فرَقَصُوا وأَرْهَجَوا، فسُمُّوا المُغبِّرَةَ لهَذَا المعنىَ. (تاج العروس) (13/ 195)
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست