نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 2000
من آيات الصيام
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 09:41 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.
هذه بعض الوقفات مع آيات الصيام.
فمن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
يا أيها: نداء للبعيد استحضارا لذهن السامع، إن كان غافلا كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ)، أو غير غافل، وإنما أريد بذلك شحذ ذهنه، كنداء المؤمنين في مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا).
الَّذِينَ آَمَنُوا: تعليق لما هو آت بوصف الإيمان المستفاد من جملة الصلة، فيكون الإيمان علة الحكم الآتي، على طريقة من يقول: تعليق الحكم بوصف مشتق، مؤذن بعلية ما منه الاشتقاق، والحكم إما:
أمر، فيكون وصف الإيمان مناسبا له، إذ الإيمان مظنة التكليف بالفعل
أو: نهي، فيبدو، للوهلة الأولى، أن الأنسب أن يخاطب به الكافر المعرض، أو حتى المؤمن حال غفلته، فلا يحسن النداء بوصف الإيمان، وهو مظنة المدح، والسياق: سياق زجر لكافر أو تنبيه لغافل مؤمن، ولكن ذلك معارض بنحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، فالتقدم بين يدي الله ورسوله وصف مذموم، والخطاب للمؤمنين بالصفة التي مُدِحوا بها، والجواب: أن ذلك منزل منزلة التحذير من الوقوع فيما يسلبهم وصف المدح، على طريقة: الوقاية خير من العلاج، فاجتناب الذنب ابتداء أليق بحال المؤمن اليقظ، بخلاف الكافر أو المؤمن الغافل فإن حاله أدعى إلى الوقوع في المحظور، فيكون المعنى: يا أيها الذين آمنوا إياكم والغفلة التي تؤدي بكم إلى التقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتهلكوا كما هلك من قدم رأيه أو ذوقه على شريعة رب العالمين.
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ: حُذِفَ الفاعل للعلم به، والكتابة مظنة الوجوب، كالفرض، إذ فيها معنى الإلزام.
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ: تشبيه لا يلزم منه التطابق التام من كل وجه، ومنه استنبط بعض أهل العلم أن الصوم في أول أمره كان كصوم أهل الكتابين من قبلنا، فكان الرجل إذا نام إلى العشاء حرم عليه الأكل والشرب والجماع إلى غروب شمس اليوم التالي، كما في حديث قيس بن صرمة، رضي الله عنه، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ .................).
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: تعليل، أي: لتتقوا الله، عز وجل، بإقامة شعيرة الصوم تعبدا، فليس المراد تعذيب الأبدان، ولكن المراد تهذيب الأرواح وتربية النفوس على الصبر في سبيل الله.
*****
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ: تهوين لمشقة الصيام وتنبيه إلى سرعة انقضاء أيامه لئلا يتفلت ولما يعمل الإنسان فيه ما يشفع له عند ربه جل وعلا.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 2000