نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1973
الموضع الأول كان في الابتهال؛ قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ .... فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) آل عمران.
وأما الموضع الثاني؛ فكان في حديث اللعان بين الزوجين ... فإذا شهد الزوج المتهم لزوجه، أربع شهادات بالله إنه من الصادقين، وهو كاذب، ثم طلب في الخامسة اللعنة عليه إن كان من الكاذبين، فتحت له اللعنة ليدخل فيها لأنه ارتضاها لنفسه؛
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (7) النور.
اللعنة في الآتيتين موجبة، وإذا وجبت فقد فتحت، ولا يخرجه منها استغفار بعد ذلك، ولا توبة، لعلم الملعون بنتائج عمله قبل طلب اللعنة لنفسه، وهو يعلم أنه كاذب، ومستحق لها، فيقدم على طلبها مستهينًا بها، غير مرتدع عن الاعتراف بكذبه وجرمه.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
بسم الله الرحمن الرحيم
(7) - بسط تاء معصيت
معصيت: لم ترد إلا مرتين فقط، وبسطت في كلتيهما؛
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) المجادلة.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) المجادلة.
بسطت تاء معصيت الرسول لأنه جاء في الآيتين تحذير من الله تعالى من دعوة بعضهم بعضًا سرًا وفي تناجيهم للدخول في معصيت الرسول صلى الله عليه وسلم .. فهم خارجين عنها، وغير مقترفين لها، ولم يدخلوا فيها، وليس لأحد عصمة في الدخول في معصيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان هذا التحذير ليحرص من الوقوع فيه بعلمه أو جهلا منه، وقد يجد من يبسط له الدخول فيها من قرناء السوء، فقد دخلها من قبل فاسقين، وكافرين، ومشركين، ومنافقين، وضالين، ومن أهل الكتاب، وما زال الباب مفتوحًا لم يغلق من يوم إرساله صلى الله عليه وسلم، ومعصيته عليه الصلاة والسلام مفتاح لمعصية الله في كل أمور الدين والدنيا .... ومعصيت الرسول صلى الله عليه وسلم معلومة لله مهما تستر عليها العاصي وأخفاها، ويكشفها الله عز وجل للناس كما كشف أقوال وأفعال المنافقين الذين أظهروا خلاف ما في قلوبهم ... واجتب الصحابة معصية الرسول صلى الله عليه وسلم لإيمانهم بالله ورسوله التي أوجبت عليهم الطاعة المطلقة لهما.
ولم ترد معصية مقبوضة في القرآن؛ فليس هناك معصية في الواقع لم يدخل فيها الناس؛ من أعظمها إلى أدناها، أي من الشرك بالله إلى اللمم من الذنوب.
لقد تكلمنا في أمثلة الحلقات السابقة على أن التاء المبسوطة هي علامة للمعلوم المعروف البين، وأن التاء المقبوضة علامة للشيء المجهول بعضه أو كله.
وبينا في هذين المثالين صورة أخرى لدلالة التاء المقبوضة والمبسوطة؛ صورة من هو في الداخل ومقفل عليه الخروج، أو من هو في الخارج ومقفل أيضًا عليه الدخول .... فكان في رسم التاء المقبوضة صورة لهذا الحال.
وصورة من هو في الخارج، وفتح وبسط له الطريق للدخول والولوج إلى الداخل، مما فيه غضب الله وسخطه .... فكان في رسم التاء المبسوطة صورة لهذا الحال ..... والله تعالى أعلم.
............. تابع معنا بقية الأمثلة في الأيام المقبلة إن شاء الله تعالى.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
بسم الله الرحمن الرحيم
(8) - بسط تاء رحمت
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1973