responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1951
هذه الشهادات الخمس التي تشهدها الزوجة التي اتهمها زوجها بالزنا هي درء دائم لها، ولو اعترفت بذنبها بعد أن تشهد لما أقيم عليها الحد، وقد قالت بما يفيد أنها قد فعلت ذلك؛ "والله لا أفضح قومي"، فعلى ذلك كتب الفعل على الوصل والاستمرار، وليس على السكون الدال على الوقف والانقطاع، والواو صورت ما دخلت فيه لتحمي نفسها من إقامة الحد عليها.

الهمزة الثامنة: همزة تَظْمَؤُا

قال تعالى: (وَأَنَّكَ لَا تَظْمَؤُا فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه
هذه واحدة مما طمأن الله تعالى بها آدم عليه السلام في الجنة، فبعد طمأنته بأنه لايجوع فيها ولا يعرى، طمأنه بأنه لا يظمأ فيها ولا يضحى، وهي طمأنة له دائمة ما دامهو في الجنة، لذلك كتبت تظمأ على الوصل والاستمرار، لا السكون المبين للتوقفوالانقطاع، وصورت الواو المشيرة للداخل والباطن أن الظمأ المنفي هو الظمأ الذي يغلبالإنسان وكأنه محيط به فيشتد في طلب الماء ليطفئه، أما طلب الماء أو الشراب فيكونعن الحاجة التي يحس بها الظامئ، فيجد في تناوله طعمًا ولذة له.
والطمأنةالدائمة هي في الجميع، ولكن ذلك لا يظهر في الرسم إلا على الهمزة كونها متعددةالصورة، وأن استعمالها للامتداد المتصل، وأنها وقعت آخر حرف؛ والحرف الأخير له صفةالدوام والاستمرار بالإضافة لمعناه.

الهمزة التاسعة: همزة أَتَوَكَّؤُا

قال تعالى: (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) طه
بين موسى عليه السلام في رده على سؤال رب العالمين عز وجل له: (وما تلك بيمينك ياموسى)؛ أهمية العصا لديه؛ مخبرًا بما يفيداستعمالها له، وأن حاجته إليها قائمة، وممتدة في المستقبل، فكتب الفعل المضارع علىالمواصلة والاستمرار، وليس على الوقف والسكون والانقطاع، وصورت الواو وضع العصا فيالتوكؤ حيث تكون بين صاحبها والأرض.

همزتان أخريان كتبتا على الوصل

الأولى فيقوله تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْوَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَاإِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِيالْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّالْفَرِحِينَ (76) القصص
همزة "لَتَنُوأُ" مضمومة؛ ولا تكون الألف صورة للهمزة في أي الحالين؛ إن كتبت على الوقف والانقطاع، أو كتبت على الوصل والاستمرار.
والالتباس في ضبط كتابتها راجع إلىأمرين:
الأول: أن كل الهمزات التي كتبت على الوصل في الأسماء والأفعال؛ قد زيدتفيها ألف التفصيل بعدها.
والثاني: أن ما قبل الهمزتين حرف الواو، والقاعدة ألاتجتمع واوان ليس بينهما فاصل، وكانت الأولى منهما مضمومة.
فهذه الألف هي ألفالتفصيل لما زاد عن الواحد، والتي تزاد بعد واو الجمع، أو بعد واو الفعل المضارعالمتكرر فعله وتكون لامه واوًا، كما في؛ "يرجُوا" و "يدعُوا" وغيرهما.
والالتباس جاء من وجود واو أصليةفي الفعل لأنه من ناء ينوء، وأن الهمزة لها صوت منطوق .. ووجد في الرسم ألفًا ... فجعلت الهمزة على الألف.
وأرى الواجب ضبطها على هذه الصورة "لتَنوؤُا". فتكتب واوًا صغيرة تشير إلى الواو المحذوفة فوق اتصال النون بالواو، (تعذر رسمها على الوورد)، وتوضع الهمزة فوق الواو، وتبقىالألف حرفًا للتفصيل.
فإن رسمها يدل على كتابتها على الوصل والاستمرار، وليسعلى الوقف والانقطاع؛ فاقتضى الأمر تصوير الهمزة واوًا لضمتها، وزيادة ألف التفصيلبعد الواو كما فعل بكل الهمزات التي كتبت على الوصل في الأمثلة التي درسناها.
ولما اجتمع واوان في كلمة واحدة ليس بينهما فاصل؛ وجب حذف أحدهما، وحذف واوالمد منهما أرجح. فجاءت الصورة على هذا الوضع في الرسم القرآني (لتنوا) قبل إضافة الحركات والتنقيط والهمزات والعلامات.
وكيفما ضبطت الكلمة لتعبر عن النطق الصحيح لها؛ إلا أن صورة حروفها تبقى علىحال واحد لا يتغير بتغير الضبط لها.

أما الثانية ففي قوله تعالى: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوأَ بِإِثْمِيوَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاؤُا الظَّالِمِينَ (29) المائدة
فقد كتب الفعل " تَبُوأَ" على الوصل والاستمرار، وكانت الهمزة مفتوحة وماقبلها ساكن، فحقها في الوصل أن تكتب على ألف؛ لتدل على حمل إثمين؛ إثم القاتلوالمقتول، كما بينته الآية بعد ذكر الفعل.
وبهذا انتهت الكلمات التي كتب همزتهاواوًا على الوصل والاستمرار لا الوقف والابتداء.
ولم يجعل هذا الباب بابًامنفصلا في الكتب والمتون التي تناولت الرسم القرآني، وإنما جعلت أمثلته في قاعدةالإبدال للحروف؛ لأن هذه الكتب لم تنظم على تعليل الرسم.
والله تعالى أعلم.
وللموضوع بقية فيما كتب على الوصل (على الياء)، سنكمل بها الموضوع إن شاء اللهتعالى، أو نجعل لها بابًا منفردًا بها ..

أبُو مُسْلِم/ عبْدُ المَجِيد العَرَابْلِي
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1951
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست