نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1921
لأن سؤال موسى عليه السلام لربه كان في أمر واحد محدد هو طريق النجاة من كيد فرعون وملئه لقتله فنجاه الله وأوصله سالماً إلى مدين.
أبو مُسْلِم / عبْد المَجِيد العَرَابْلِي
المبحث السادس والسابع / الياء الزائدة المتصلة بفعل الأمر، وفعل النهي
المبحث الثامن / حذف ياء إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة
ـ[العرابلي]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 09:35 ص]ـ
المبحث الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل المضارع
حذفت في أربعة وعشرين موضعاً
حذف ياء التحول يفيد دائمًا الاستمرار
1 - تؤتون:
في قوله تعالى: (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ (ي) مَوْثِقًا مِنْ اللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) يوسف.
قطع الموثق من الله هو عدم الوفاء به، ولا خروج من الموثق حتى ينتهي غياب أخيهم بالعودة، فلا بد من الاستمرار على الموثق للوفاء به؛ لذلك حذفت الياء لدلالة الاستمرار على الشرط الذي طلبه يعقوب عليه السلام من أبنائه لحفظ أخيهم سالمًا من مكرهم حتى يعود إليه.
2 - يؤتين:
في قوله تعالى: (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ (ي) خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) الكهف.
بعد تحذيره لصاحب الجنتين من كفره، واغتراره وتطاوله على صاحبه بكثرة المال والولد؛ توقع له زوال النعمة عنه بحسبان من السماء، وكان رجاؤه بالله أن يؤتيه خيرًا من جنتيه؛ عطاء ونعمة لا تزول، خلافًا لما توقعه لصاحب الجنتين؛ لذلك حذفت ياء التحول علامة لما كان يرجوه من عطاء دائم من الله تعالى.
3 - تتبعن:
في قوله تعالى: (قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ (ي) أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) طه.
عد موسى عليه السلام عدم فعل هارون عليه السلام شيئًا بتركهم أو ضرب عبادة قومهما للعجل بمن معه ولم يفتن بالعجل، هو قطع لما وصاه به من قبل؛ (وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) الأعراف، وقد اعتذر هارون عليه السلام عن موقفه بقوله: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي (150) الأعراف، وقوله: (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه، فكان حذف ياء التحول لأن الملامة لأخيه على ما ظنه الخروج على الاستمرار في التبعية له ولوصيته.
4 - تبشرون:
في قوله تعالى: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (نِي) (54) الحجر.
كان تعجب إبراهيم عليه السلام من البشرى؛ من بقاء واستمرار القدرة على الإنجاب بعد بلوغه الكبر، ومن زوجه التي وصفت نفسها بأنها عجوز عقيم؛ فكان حذف ياء التحول لدلالة البشرى بعدم انقطاع رجائهما بوجود ولد لهما، مع بلوغهما الحالة التي هما عليها.
5 - يحضرون:
في قوله تعالى: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (ي) (98) المؤمنون.
التعوذ بالله من الشياطين هو تعوذ دائم لحضروهم، لأنهم أذىً في كل أحوالهم، فكان حذف ياء التحول لمراد المتعوذ استمرار عدم حضور الشياطين في كل وقت وحال.
6 - يحيين:
في قوله تعالى: (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (ي) (81) الشعراء.
الإحياء الثاني في الآخرة؛ هو إحياء دائم مستمر لا انقطاع له، بينما أثبتت ياء يميتني لأن هذه الإماتة إلى أجل ينتهي بالبعث يوم القيامة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن إثبات الياء يفيد التخصيص، والتخصيص يدل على وجود آخرين، فإن الإماتة تكون من فعل الله عز وجل ومن فعل غيره من عباده، كقتل اليهود للأنبياء، أما الإحياء فلا يكون إلا من الله عز وجل وحده، وما انفرد به فهو مستمر له؛ فكان إثبات الياء مع الإماتة، وحذفها مع الإحياء.