وحذفت الألف في "الخامسة" في سورة النور، مع أن حقها أن تثبت على القاعدة،
في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) النور.
وفي قوله تعالى: (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) النور.
وسبب حذفها؛ أن اللعنة لا تقع عليه من شهادته بالخامسة، بل بها، وبالشهادات الأربعة التي قبلها.
وأن غضب الله عليها لا يقع من شهادتها بالخامسة، بل بها، وبالشهادات الأربعة التي قبلها، وعلى ذلك كان حذف الألف منها.
وأثبتت ألف "المثاني"؛ لأن كل اثنين شكلا ثنائيًا خاصًا بهما، تميزا به عن البقية؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْءَاَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَاَنَ الْعَظِيمَ (87) الحجر.
وثبتت ألف الفعل "ثانيَ" لأن المعطوف غير المعطوف عليه، ومتفرد عنه؛
في قوله تعالى: (ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج.
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 04:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأيام
وردت "الأيام" سبعًا وعشرين مرة؛ رفعت في موضع واحد، ونصبت في خمسة مواضع، وخفضت في واحد وعشرين موضعًا، وقد ثبتت ألف الأيام في الجميع إلا في واحدة؛
في قوله تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) إبراهيم.
المقصود بالأيام في هذا الموضع؛ وقائع الله عز وجل بالكفار من الأمم السابقة، فهذه الأيام قد قطعت حياة الكفار وأهلكتهم، ولنا الخيار في التحدث عنها بغير ترتيب؛ فنتحدث عن هلاك قوم نوح عليه السلام، ثم عن فرعون، ثم نعود إلى عاد وثمود، أو ثمود وعاد، غير ملتزمين بترتيبهم حسب التسلسل الزمني لمجيئهم، وعلى ذلك سقطت ألفها.
أما إثبات ألف الأيام؛ فراجع إلى أن للأيام منازل محفوظة؛ فالأيام التي نؤرخ بها هي أيام تتوالي باستمرار، مع حفظ كل يوم لمنزلته بين الأيام، فلا يتقدم فيها الأحد على السبت، ولا الجمعة على الخميس، فلا يجوز التقديم والتأخير في الأيام مطلقًا، فلأجل ذلك صلحت لحساب الزمن، وعلى ذلك جري تثبيت ألفها.