نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1808
ضربنا الله تعالى الأمثال لكل امة بمن هلك قبلها من الأمم السابقة، فلم يأخذوا العبرة بها؛ فتبرهم تتبيرا؛ فسقطت الألف لما كان في هذه الأمثال من الهلاك والانقطاع، وعدم الاعتبار.
وحذفت في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت.
وهن بيت العنكبوت من الأمثال التي ضربها الله تعالى لمن وهن أمرهم، ويدعون من دون الله ما لا قيام له، ولا يعد شيئًا يذكر، فسقطت لذلك ألفها.
وحذفت في قوله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الحشر.
هذا المثال المضروب راجع إلى مشيئة الله إن أراد فعله، فهو واقع بعد لو الشرطية، فضربه للتفكر في ما هم عليه من قساوة القلب وعدم الخشية من الله تعالى، فسقطت ألفها لذلك.
وسقطت ألف "أمثال" في موضع غير العشرة السابقة، وقد اتصلت بها كاف التشبيه؛
في قوله تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) الواقعة.
الحور العين ممثلات باللؤلؤ المحفوظ المصون الذي لا يدخل عليه شيء يغيره، فيبقى على حاله، وعلى ذلك كان حذف ألفها.
وردت [/ color]" أمثالكم" بالإضافة إلى ضمير الجمع للمخاطبين أربع مرات؛ حذفت في موضعين، وثبتت في موضعين؛
في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائر يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ (38) الأنعام
أمم أمثالكم في الامتداد والتكاثر والاجتماع؛ فثبت لذلك ألف المد فيها.
وفي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) الأعراف.
أي أمثالكم في الاستمرار في العبودية لله ولا غنى لهم عن الله؛ فثبتت لذلك ألف المد فيها.
وحذفت في قوله تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد.
أي لا يكونون أمثالكم في توليكم وعصيانكم إن عصيتم وتوليتم، فتسقط أعمالهم عند الله كما تسقط أعمالكم؛ فعلى ذلك كان سقوط ألف المد منها.
وفي قوله تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (61) الواقعة.
أي نبدل أمثالكم مكانكم، وهؤلاء الأمثال لا وجود لهم حتى يكون هناك إبدال؛ وعلى ذلك كان حذف الألف منها.
وردت "أمثالها" مضافة إلى ضمير المؤنث الغائب في موضعين؛ ثبتت ألفها في موضع، وحذفت في الموضع الثاني؛ فثبتت في قوله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ [color="red"] أَمْثَالِهَا (160) الأنعام.
فله عشر أمثالها في الآخرة؛ فهذا مدد وزيادة فيها، وعلى ذلك جرى إثبات ألفها.
وحذفت في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) محمد.
وللكافرين أمثالها من الدمار والهلاك، وقطع الاستمرار في الحياة، فوافق ذلك سقوط ألفها.