نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1806
ومن بيده البركة السابقة بجعل جنات تجري من تحتها النهار والقصور للناس بيده البركة اللاحقة، وقادر على أن يخص النبي عليه الصلاة والسلام ببعضها؛ فيجعل له جنات وأنهار وقصور إن نشاء. وعلى ذلك جرى تثبيت الألف.
وفي قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) الفرقان.
من صفات السماء أن ذاتها تشف عما فوقها، وما بعدها، وما يكون فيها، فيظهر من خلالها، وهي صفة دائمة مستمرة فيها، وبسبب هذه الصفة نرى النجوم والكواكب والشمس والقمر، ولو كانت السماء معتمة لما رأينا من ذلك شيء، وعلى ذلك كان ثبات تبارك فيها.
وفي قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) غافر.
جعل الله تعالى الأرض قرارا، والسماء بناء، وتصوير ما خلق من الناس، والذي سيخلق منهم، ورزقه بالطيبات لمن كان منهم، والذي سيكون بعد ذلك، كل ذلك قائم ومستمر، فعلى ذلك كان ثبات الألف.
وفي قوله تعالى: (وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) الزخرف.
مُلك الله تعالى للسموات والأرض وما بينهما هو ملك دائم ومستمر، وعليه كان ثبات الألف.
وحذفت ألف تبارك في موضعين آخرين؛
في قوله تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) الرحمن.
وفي قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الملك.
فأما إسقاط ألف تبارك في نهاية سورة الرحمن فقد كان بعد تمام تعداد نعم كثيرة لله تعالى لعلى خلقه، فكانت الخاتمة عن أمور مباركة سابقة الذكر، وعليه كان حذف الألف.
وأما إسقاطها ألفها في أول سورة الملك؛ فقد أشار الله تعالى على قدم ملكه مما عرف؛ بقوله تعالى: (وهو على كل شيء قدير) أي على تبديل ذلك وزواله وذهاب بركته، فعلم أن الحديث عن شيء سابق وبركة سابقة، وعليه كان حذف الألف.
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 04:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السابعة عشرة
حذف وإثبات ألف الأمثال
إن الله تعالى يضرب الأمثال للناس ليبين لهم أمورًا أخرى تفهم من ضرب هذه الأمثال، ولأخذ العبر منها، والاتعاظ بها، وقد نهي سبحانه وتعالى عن ضرب الأمثلة له؛ لأن الله عز وجل يعلم كل شيء على حقيقته، ولا يحتاج إلى من يبين له الأشياء حتى يعرفها ويعلمها، فالأمثال تضرب لتمد السامع بالفهم ولبيان وتوضيح أشياء أخرى غير الأمثال نفسها.
وقد ردت "الأمثال" بغير إضافة عشر مرات؛ ثبتت الألف في خمس منها، وحذفت في الخمس الأخرى؛
فثبتت في قوله تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17) الرعد.
هذه الأمثال المضروبة في تفصيل الأمور لبيان الحق من الباطل، وبيان ما فيه خير فيمكث في الأرض، وتمتد منفعته، وما هو زبد مآله إلى الزوال، فلأجل إرادة التفصيل بهذه الأمثال كان ثبات ألفها.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم.
وهذه المثال في هذا الموضع لأجل التفصيل بين الحق والباطل، والطيب والخبيث، والنافع والضار، والثابت والزائل؛ وعلى ذلك كان ثبات ألف الأمثال لأجل هذا التفصيل والمقارنة.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1806