نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 180
أحكام شرعية في مسائل أدبية
ـ[ابن عبدالحي]ــــــــ[28 - 06 - 2013, 02:52 م]ـ
البسملة1
السلام1
كنت قد سألت عن هذا الأمر في (ملتقى أهل الحديث) ولم أُجب, أفأجد جوابا هنا؟
وأرجو ألا أكون قد خرقت قانون المنتدى.
أولا: ما حكم كتابة القصص والروايات الأدبية؟ وهل يدخل ذلك في باب الكذب؟
وإن كان جائزا, فهل هناك قواعد تضبطه؟
ثانيا: يزعم بعض الناس أن الأدب يسامح فيه ما لا يسامح مثله في غيره من ضروب الكلام؛ لغلبة الجدّ على تلك, وانتفاءه أو أكثره عن هذا!
وربما استدلوا بالمبالغات الكثيرة التي يطفح بها الشعر من قديم, ولم يُسمع لأهل العلم كبير نكير,
بل وربما استدلوا بأن النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif سمع الشعر وأثني على بعضه وليس يسلم من مبالغة أو تجوّز.
وربما تمثلوا ببردة كعب http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif - علي ما فيها من مقال- وأنه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif لم يسأله عن سعاد, ولا نهاه عن التّشبيب بين يدي قوله.
ولعل بعضهم يبادرك قائلا (أعذب الشعر ....) , ولست أدري لمن هذا القول, وما إن كان صوابا أم غير ذلك ...
تلك خطرات تجول في صدري أحب ممن لديه علم بكتاب أو سنّة أو قول للسلف معتبر أن يتصدق عليّ به, ولكم الأجر إن شاء الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=308593
جزاكم الله خيرًا
ـ[عائشة]ــــــــ[28 - 06 - 2013, 03:05 م]ـ
رد السلام1.
،،، سُئل فضيلة الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن حكم كتابة القصص والرِّوايات، عن مواضيع اجتماعيَّة طيِّبة، مِن نسجِ خيال الكاتب، وتصوُّرِه، وتقاضي المال عنها -كجوائز تقديريَّة في المُسابقات-، أو ممارستها كمهنة لطلب الرِّزق.
فأجاب بقوله:
هذه الأُمور الَّتي تتصوَّرها في ذِهنكَ، ثمَّ تكتب عنها: لا يخلو؛ إمَّا أنْ تكون لِمعالجة داءٍ وَقَعَ فيه النَّاسُ، حتَّى يُنقذَهم اللهُ مِنْه بمثلِ هذهِ التَّصويراتِ الَّتي تُصوِّرها، وإمَّا أنْ يكونَ تصويرًا لأُمورٍ غيرِ جائزة في الشَّرعِ؛ فإنْ كانَ تصويرًا لأمورٍ غير جائزة في الشَّرع؛ فإنَّ هذا محرَّمٌ، ولا يجوز بأيِّ حال مِنَ الأحوال؛ لِمَا في ذلك من التَّعاون على الإثمِ والعُدوانِ، وقد قال الله -سبحانه وتعالَى-: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))، أمَّا إذا كانتْ لمعالجة داءٍ وقع فيه النَّاس، لعلَّ الله ينقذهم مِنه بها؛ فإنَّ هذا لا بأسَ به، بشرط: أنْ تعرضَه عرضًا يفيد أنَّه غير واقعٍ، وإنَّما تجعله أمثالاً تضربها، حتَّى يأخذَ النَّاس مِنْ هذه الأمثال عِبَرًا، أمَّا أنْ تحكيها على أنَّها أمرٌ واقعٌ، وقصَّة واقعة، وهي إنَّما هي في الخيال؛ فإنَّ هذا لا يجوز؛ لِما فيه مِنَ الكَذِبِ، والكذبُ محرَّمٌ، ولكنْ: مِنَ الممكنِ أنْ تَحكيَه على أنَّه ضربُ مَثَلٍ يتَّضح به المآل والعاقبة لِمَن ارتكب مثلَ هذا الدَّاء.
واتِّخاذُ ذلك سببًا ووسيلةً لطلبِ الرِّزق: هذا ليس فيه بأس؛ إذا كان في معالجة أمور دُنيويَّة؛ لأنَّ الأمور الدُّنيويَّة لا بأس أن تُطلب بعلمٍ دنيويٍّ، أمَّا إذا كان في أمورٍ دينيَّة؛ فإنَّ الأمور الدينيَّة لا يجوز أنْ تُجعل سببًا للكسبِ، وطلب المالِ؛ لأنَّ الأمور الدينيَّة يجب أنْ تكون خالصةً لله -سبحانه وتعالَى-؛ لقوله تعالَى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ - أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
والحاصلُ: أنّ هذه التصوُّرات الَّتي تصوغها بصيغة قصص؛ إنْ كان فيها إعانةٌ على إثمٍ وعدوان؛ فإنَّها محرَّمة بكلِّ حالٍ، وإنْ كان فيها إعانةٌ على الخير، ومصلحة النَّاس؛ فإنَّها جائزة بشرط أنْ تصوغَها صيغةَ التَّمثيل، لا صيغة الأمرِ الواقع؛ لأنَّها لم تقَعْ، وأنتَ إذا صغتَها بصيغةِ الأمر الواقع وهي لم تقع؛ صار ذلك كذِبًا. أمَّا اتِّخاذها وسيلةً للكسب الماديِّ؛ فإنْ كانَ ما تُريده إصلاحًا دنيويًّا، ومنفعةً دنيويَّة؛ فلا حَرَج؛ لأنَّ الدُّنيا لا بأسَ أنْ تُكتَسَبَ للدُّنيا، وأمَّا إذا كان ما تُريده إصلاحًا دينيًّا؛ فإنَّ الأُمور الدينيَّة لا يجوز للإنسان أنْ يجعلَها وسيلةً للدُّنيا؛ لأنَّ الدِّين أعظم وأشرف مِن أن يكونَ وسيلةً لِمَا هو دونَه.
المصدر: "فتاوى نور على الدَّرب"، 110 أ، (00:00:04).