نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1797
وفي قوله تعالى: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) الطارق.
في هذه المواضع الأربعة وصف تقريري من الله تعالى لنفسه؛
بأنه قادر على أن ينزل آية،
وأنه قادر على أن يبعث علينا عذابًا،
وأنه قادر على أن يخلق مثلنا،
وأنه قادر على أن يرجع الإنسان بعد موته؛
فقدرة الله تعالى مستمرة فيه وله، فمتى شاء فعل كل ذلك؛
فلقيام القدرة فيه سبحانه وتعالى ثبتت ألفه.
وحذفت ألف "قادر" في ثلاثة مواضع؛
في قوله تعالى: (أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) يس.
وفي قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) الأحقاف.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامة.
في هذا المواضع تذكير من الله تعالى بقدرة له سابقة بخلقه للسموات والأرض اللتين هما أعظم من خلق الإنسان.
وتذكيرهم بأنه خلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم سواه إنسانًا كاملاً
فكيف يعجز عن خلق مثلهم؟!، أو يعجز عن إحياء الموتى بعد أن أوجدهم من عدم؟!.
هذه التذكير بصفة لله ثابتة له سبحانه وتعالى، دل عليها ما قد عرفوه من خلق السموات والأرض، وخلق الإنسان من نطفة ثم من علقة، فالحديث هو عن أمر سابق
وكان الاستفهام في هذه المواضع استنكارًا وتقريعًا لمن أنكر قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، أو خلق الله أمثالهم، وعلى المجيب أن يقرر.
والرد على هذا الإنكار؛ بلى هو الخلاق العليم، وبلى هو على كل شيء قدير، وبلى هو القادر على إحياء الموتى ... فمن السنة أن يقول القارئ والسامع بلى، أو سبحانك وبلى، أو سبحانك فبلي؛ جواب إقرار بقدرة الله؛
فلما كان السؤال فيه طلب الإقرار بما علموه من قدرة الله تعالى، وجعل تقرير ذلك إليهم؛ حذفت الألف، وفي ذلك إنكار شديدة عليهم، وأشد مما لو ثبتت الألف على ان الإقرار من الله تعالى سواء أقروا بذلك أم لم يقروا.
والله تعالى أعلم.
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 03:53 م]ـ
الكلمة الحادية عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف قاسية
وردت قاسية ثلاث مرات؛ حذفت ألفها في موضعين؛
في قوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) المائدة.
فهؤلاء القاسية قلوبهم هم من لعنهم الله عز وجل من بني إسرائيل؛ فلن يدخلها بعد ذلك ما يليها من ذكر الله، فهم من شدة قساوة قلوبهم يحرفون كلامه تعالى بلا خوف منه سبحانه. فلأجل ذلك حذفت ألفها.
وحذفت في قوله تعالى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) الزمر.
فويل لهؤلاء القاسية قلوبهم؛ فحال هؤلاء الذين كفروا بالإسلام كحال من كفر من أهل الكتاب من قبل؛ وقلوبهم مقفلة أمام ما يلينها من الإيمان وذكر الله تعالى؛ فعلى ذلك كان حذف ألفها.
وثبتت في قوله تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) الحج.
فهؤلاء القاسية قلوبهم هم من كفار مكة قبل إلقاء الشيطان فيها، وامتدت قساوتها بعد الإسلام، ولكنهم لم يلعنوا، ولم يهددوا بالويل لهم، والأمر ما زال ممدودًا لهم؛ فمنهم من مات أو قتل على الكفر، ومنهم من أصبح من حماة الإسلام والمدافعين عنه، والمجاهدين في سبيله، فثبتت ألفها؛ لأن منهم من دامت قساوة قلوبهم، ومنهم من لانت بعد ذلك بذكر الله.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1797