نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1574
ومسائلُ ما يحفظ؟ وما لا يحفظ؟ فهذه ليست من أصول المنهجية , لأنه قد يختلف من منهج ٍ إلى منهج ٍ وعصر إلى عصر فكان عند الحنابلة حفظ " مختصر الخرقي " ثم تغير! وفي اليمن كما قال الشوكاني " ذكر شروحَ الألفية وقال (لمن عنده) وأما نحن فعنايتنا بالكافية , ويوجد في الهند من لا يعرف الألفية , مع أنه عندنا من لم يعرف الألفية فليس بنحوي!
السبب أن هذا ليس توقيفيا ً!
قال الإمام النووي –رحمه الله -!
وينبغى أن يبدأ من دروسه على المشايخ: وفي الحفظ والتكرار والمطالعة بالاهم فالأهم: وأول ما يبتدئ به حفظ القرآن العزيز فهو أهم العلوم وكان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القران وإذا حفظه فليحذر من الاشتغال عنه بالحديث والفقه وغيرهما اشتغالا يؤدى إلى نسيان شئ منه أو تعريضه للنسيان: وبعد حفظ القرآن يحفظ من كل فن مختصرا ويبدأ بالاهم ومن اهمها الفقه والنحو ثم الحديث والاصول ثم الباقي على ما تيسر ثم يشتغل باستشراح محفوظاته ويعتمد من الشيوخ في كل فن أكملهما في الصفات السابقة فان أمكنه شرح دروس في كل يوم فعل وإلا اقتصر على الممكن من درسين أو ثلاثة وغيرها فإذا اعتمد شيخا في فن وكان لا يتأذى بقراءة ذلك الفن على غيره فليقرأ أيضا على ثان وثالث وأكثر ما لم يتأذوا فان تأذ المعتمد اقتصر عليه وراعى قلبه فهو أقرب إلى انتفاعه: وقد قدمنا انه ينبغي أن لا يتأذى من هذا: وإذا بحث المختصرات انتقل إلى بحث أكبر منها مع المطالعة المتقنة والعناية الدائمة المحكمة وتعليق ما يراه من النفائس: والغرائب وحل المشكلات مما يراه في المطالعة أو يسمعه من الشيخ ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت بل يبادر إلى كتابتها ثم يواظب على مطالعة ما كتبه وليلازم حلقة الشيخ وليعتن بكل الدروس ويعلق عليها ما أمكن فان عجز اعتنى بالأهم ولا يؤثر بنوبته فان الإيثار بالقرب مكروه فان رأى الشيخ المصلحة في ذلك في وقت فأشاربه امتثل أمره.
إذا ً المنهجيَّة ُ على قسمين:
1_ أصلية , وذاك بالنظر في فضل ِ العلم , وحكم ِ العلم! ثم تزكيةُ النفس والقلب! ركز على هذه الأمور الثلاثة , ثم سيفتح عليك الباب في الحفظ والفهم.
2_ فرعية , وذلك في حفظ المنظومات وفهمها , فأحيانا ً تجد طلبة َ علم يسمع كلاما ً في " المنهجية " فيتحمس , فيذهب إلى حفظ " بلوغ المرام " فيتحمس! لا! تدرج معها واعطِها قليلا ً قليلا ً!.
ابدأ بالمنظومة ِ البيقونية ِ , واحفظْ نصفَ بيت ٍ , مع شرح خفيفٍ لها , وليكن لك وقتا ً في دراستها , وإن كانت الهمة ترغب في زيادة ِ المحفوظات , لكن لا تفعل! حينئذ ٍ يحصُل لها تنمية شيئا فشيئا , ثم أعطها ما تشاء.
ومن المعوِّقات ِ أن بعض طلبة ِ العلم , إذا جاءته الهمّة فعنده عادات سيئة , فيكون مشغولاً بالأصحابِ بالجوال الأكل والنوم ليس منظما ً , نقول هذا الطالب –ولو كانت عنده همة- سيتشتت وينقطع! فتجد بعضهم لا يغلقُ الجوال حتى في الدرس ِ حتى في النوم! لتعلق قلبه على ذلك.
حاول أن تقلل الجلساء! أن تضبط زياراتك! أن تضبط أكلك! الذي يبني بيتاً , ويريدُ أن يبني قصراً , فسيؤسس ويزرع ثم يبني! فحاول أن تروِّضْ نفسك في ضبط الوقت , وضبطه أمر مجرب , وهو مما يعينُ على ضبط ِ المنهجية.
وقال الإمام السفاريني في " غذاء الألباب "
وحرمان العلم يكون بستة أوجه:
أحدها: ترك السؤال.
الثاني: سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع.
الثالث: سوء الفهم.
الرابع: عدم الحفظ.
الخامس: عدم نشره وتعليمه، فمن خزن علمه ولم ينشره ابتلاه الله بنسيانه جزاء وفاقا.
السادس: عدم العمل به، فإن العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيه، فإذا أهمل العمل به نسيه.
قال بعض السلف: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به.
وقال بعضهم: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل، فما استدر العلم واستجلب بمثل العمل به.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1574