responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1502
الذب المستبين عن أم المؤمنين -رضي الله عنها- (تفريغ)
ـ[أم محمد]ــــــــ[09 - 10 - 2010, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

الذَّبُّ المُستَبينُ عنْ أمِّ المُؤمِنينَ
-رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-

لفضيلة الشيخ المحدِّث
عليِّ بنِ حسن الحلبيِّ الأثري
-حفظهُ اللهُ ونفع به-

(محاضرة مفرَّغة)

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالنَّا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أمَّا بَعْدُ:

فإنَّ مِن منَّة اللهِ -تَبارَكَ وتَعالَى- على عبادِه أن وفَّقهم لأَن يَكُونوا قائلِين بِكتابِ الله، مُتَّبِعين سُنَّةَ رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مُلتزِمين نهجَ السَّلفِ الصَّالِحين، والمقدَّمُ فيهم أصحابُ رسولِ الله -صلَّى الله عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين-، فمَن كان على هذهِ الشَّاكِلةِ، ومَن كان على هذه السَّابِلة؛ فهو على قدَمٍ راسِخٍ، وعلى أصولٍ ثابتةٍ لا تتلجلَجُ، ولا تتجذَّب، ولا تتردَّد، وكيف يكونُ له شيءٌ مِن ذلك وهو مُعتمدٌ هذه الأصول، مَبنيٌّ -فِكرُهُ وتصوُّرهُ ومنهجُه- على هذه الأُسس؛ فأَحرَى وَأحرَى أن ترتدَّ كل شُبهةٍ يَقولها قائل، أو يَنقلها ناقل لا أقول -فقط- إلى نَحرِه؛ بل إلى وجهِه -والعياذُ بالله-.

ورَوى الخطيبُ البغداديُّ في "تاريخِه"، وابنُ عساكر في كتابه "تَبيين كذِب المفتري": عن جابر -رَضِيَ اللهُ عنْهُ- قال: (قيل لِعائشةَ -رضِيَ اللهُ-تعَالَى-عَنْها-: إنَّ ناسًا يَتناولون أصحابَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-حتَّى أبا بكرٍ وعُمر-؟! فقالت -رضِيَ اللهُ-تعَالَى-عَنْها-: وما تَعجبون مِن هذا؟! إنَّهم قومٌ انقطع عنهم العملُ؛ فأحبَّ اللهُ أن يواصِل لهم الأجرَ)!

هذا قول أمِّ المؤمنين -والتي نتفيَّأ-في هذه الأُمسِية المباركة-ظِلال ذِكرِها الطيِّب، وأفياءَ حديثِها العَذب-والذي هو على أهلِ النِّفاق عذاب! وعلى أهل الباطِل صَواعق مِن نار-وبئس القرار! -.

وقبل أن ندخلَ في ذلك -كلِّه- نُشير إلى أمور؛ مِن أهمِّها:

أنَّ دِفاعنا عن الصَّحابة -عمومًا- وعن أم المؤمنين عائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْها-خصوصًا-؛ إنَّما هو دفاعٌ ننصُر به أنفسَنا -تَثبيتًا لنا وتَوكيدًا لِحقِّنا-، أمَّا هي -رضِيَ اللهُ عَنْها وأرضاها، وقاتَل مَن انتقصها-؛ فهي المبرَّأة مِن فوق سبعِ سَماوات -قُرآنًا كريمًا يُتلى إلى يومِ القِيامة-بإجماع الأمَّة-جيلًا فجيلًا-.

فلا نتكثَّر القول، ولا نُكثر الكلام -مِن حيث الدِّفاع-؛ فالدِّفاع عنها قد تولاهُ اللهُ -بنفسِه- وهو القائلُ: {إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عنِ الَّذينَ آمَنُوا}، فكيف بالطَّاهرة المطهَّرة، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، الطَّيِّبة المطيَّبة -رضِيَ اللهُ عَنْها-؛ فأَولى وأَولى، وأَحرى وأَحرَى أن يكونَ هذا الدِّفاع في كتابِ الله، يُؤجَر عليه التَّالُون المؤمِنون الصَّادِقون المُصدِّقون، ويَأثم بِسببه المُبغِضون الشَّتَّامون السَّبَّابون القاذِفون -قاتَلهم اللهُ أنَّى يؤفَكون-.

ومِن نافلة القَول: أن نُبيِّن أن موقفَ الرَّوافضِ -الشِّيعة الشَّنيعة- مِن عائشة أمِّ المؤمنين ليس موقفًا استِثنائيًّا؛ إنَّما هو موقفٌ جارٍ على نَسق عقيدتِهم الفاسدَةِ في عُموم الصَّحابة -رَضي اللهُ-تَعالى-عَنهم-.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست