* ... من رزقه الله تعالى العلم، والنظر في سير السلف*، رأى أن هذا العلم ظلمة، وجمهور العالم على غير الجادة، والمخالطة لهم تضر و*لا تنفع*. *
**فالعجب لمن يترخص في المخالطة، وهو يعلم أن الطبع لص يسرق من*المخالطة*.
... وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم وللعمل*ليستفاد منه*. ...
فأما مخالطة الدون فإنها تؤذي، إلا أن يكون عامياً يقبل من*معمله، فينبغي، أن يخالط بالإحتراز*.
... وفي هذا الزمان إن وقعت المخالطة*للعوام فهم ظلمة مستحكمة، فإذا ابتلى العالم بمخالطتهم فليشمر ثياب الحذر، ولتكن*مجالسته إياهم للتذاكرة والتأديب فحسب*.
... وإن وقعت المخالطة للعلماء*فأكثرهم على غير الجادة، مقصودهم صورة العلم لا العمل به.
فلا تكاد ترى من تذاكره*أمر الآخرة، إنما شغلهم الغيبة، وقصد الغلبة، وإجتلاب الدنيا*. *
**ثم فيهم*من الحسد للنظراء ما لا يوصف.
وإن وقعت المخالطة للأمراء، فذاك تعرض لفساد الدين*. ... لأنه إن تولى لهم ولاية دنيوية فالظلم من ضروراتها، لغلبة العادة عليهم و*الإعراض عن الشرع*.
... وإن كانت ولاية دينية كالقضاء، فإنهم يأمرونه بأشياء*لا يكاد يمكنه المراجعة فيها، ولو راجع لم يقبلوا*.
... وأكثر القوم يخاف على*منصبه، فيفعل ما أمر به وإن لم يجبر*. *
**وربما رأيت في هذا الزمان أقواماً*يبذلون المال ليكونوا قضاة، أو شهوداً ومقصودهم الرفعة*.
... ثم أكثر الشهود*يشهد على من لا يعرفه، ويقول إنه معروف ويدري أنه كذاب، وإنما عرف لأجل حبة*يعطاها*. ... وكم قد وقعت شهادة على غير المشهود عليه، وعلى مكره*. **
*و*إن وقعت المخالطة للمتزهدين فأكثرهم على غير الجادة، وعلى خلاف العلم، قد جعلوا*لأنفسهم نواميس، فلا يتنسمون ولا يخرجون إلى سوق، ويظهرون التخشع الزائد وكله*نفاق*. *
**وفيهم من يلبس الصوف تحت ثيابه، وربما لوح بكمه ليرى.
وقد حكي*عن طاهر بن الحسين أنه قال لبعض المتزهدين: مذ كم قدمت العراق؟
قال دخلتها منذ*عشرين سنة، وأنا منذ ثلاثين سنة صائم*. ... قال: سألناك مسألة فأجبت: عن*اثنتين*.
... وبيت الصوفية أربطة فهي خوارج على المساجد.
وهي دكاكين كريهة*يقعد فيها الكسالى عن الكسب مع القدرة عليه، ويتعرضون بالقعود للصدقات، ولأحوال*الظلمة. وقد أراحوا أنفسهم من إعادة العلم*. *
**وأكثرهم لا يصلي نافلة، و*لا يقوم الليل، بل يهمهم المأكول والمشروب والرقص*.
... وقد اتخذوا سنناً*تخالف الشريعة فهم يلبسون المرقع لا من فقر. وهذا قبيح. لأنه ليس عندهم من*أمارات الزهد سوى الملبس الدون، فثيابهم تصيح نحن الزهاد، وباقي أفعالهم*المستورة تفضحهم إذا اطلع عليها*.
... فالمطبخ دائر، والحمام والحلوى كثيرة،*والطيب والدعة، والكبر حاصل بذلك الزي*.
... وقد قال النبي صلى الله عليه و*سلم لمالك بن فضيلة وقد رآه أشعت الهيئة*أما لك مال*؟ قال*:
بلى من كل المال آتاني الله عز وجل!
قال*: فإن الله عز وجل إذا*أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه*. ...
ومن أخلافهم تنفير الناس عن*العلم، يزعمون ألا حاجة إلى الوسائط وإنما هو قلب ورب*. **
*ولهم من الأقوال*والأفعال المنكرات ما قد ذكرته في تلبيس إبليس*.
... آه لو كان للزمان عمر*لاحتاج كل يوم إلى مائة درة، لا بل كان يستعمل السيف في هؤلاء الخوارج*.
... و*هم داخل البلد لا قدرة للعلماء عليهم، إذ قولهم فيهم لا يقبل*. **
*فمن رزقه*الله سبحانه النظر في سير السلف، ووفقه للإقتداء بهم، آثر أن يعتزل عن أكثر*الخلق، ولا يخالطهم، فإنه من خالط أوذي*.
... ومن دارى يسلم من المداهنة*. فالنصح اليوم مردود.
قاله العلامة البصير عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي ? يرحمه الله ? في ((صيد خاطره ص)).
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[25 - 12 - 2013, 11:21 ص]ـ
رضي الله عنه وأرضاه، هذا كلام يُعض عليه بالنواجذ، أسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى.
وجزاكم الله خير الجزاء على هذا النقل.
ولعلكم تراجعون ما تحته خط:
رأى أن هذا العلم ظلمة
قد يكون صوابه: العالَم.
ـ[أحمد فاقي النعيمي]ــــــــ[26 - 12 - 2013, 09:21 ص]ـ
هو كذلك سيدي الكريم .. العالَم.
لا أعلم كيف أصحح المشاركة! فأنا جديد على المنتديات!
ص: 286، 287، 288.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[26 - 12 - 2013, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيك.
وأما تصحيح المنازعة، فالجليس يكون قادرا على تصحيحها مُدَّة 30 دقيقة بعد كتابتها، ثم يتعذر عليه التصحيح بعد ذلك، ويصير أمره إلى المشرفين.
وإنما خَفَّ الحسابُ يومَ القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنَّما شَقَّ الحسابُ يومَ القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبةٍ!.
إنَّ المؤمنَ يفجأه الشيء يعجبه، فيقول:
والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن! والله ما من صلة إليك ? يعني لا يتناوله لشكٍ منه في حِلِّه ? هيهات!! حِيلَ بيني وبينك.
وَيَفْرُط منه الشيء ? أي يقع منه مالا يحبُّ وقوعَه ? فَيرجع إلى نفسه؛ فيقول:
ما أردتُ إلى هذا!
ما لي ولهذا!
واللهِ ما لي عذر بها!
وواللهِ لا أوعودُ لهذا أبداً ? إن شاء الله ?.
إنَّ المؤمنَ أسيرٌ في الدنيا يَسعى في فَكاكِ رقَبَتِه، لا يأمنُ شيئاً حتى يَلقى الله عزَّ وجلَّ، يعلمُ أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانهِ، في جوارحه كلها! ".
قالهُ الإمامُ الحسنُ البصري ? رضي الله عنه ?.
كما في ((الحلية، لأبي نعيم 2: 157))، و ((البداية والنهاية، لابن كثير 9: 157)).
من تعليقات الشيخ المربي عبد الفتاح أبو غدة الحلبي ? يرحمه الله ? على ((رسالة المسترشدين، للحارث المحاسبي ? يرحمه الله ? ص 80/ 81)).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1459