نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1457
ـ[وديع ليبيا]ــــــــ[06 - 02 - 2013, 04:20 م]ـ
قال الإمام الماوردي رحمه الله تعالى في كتابه النفيس (أدب الدنيا والدين):
(قلما تجد بالعلم معجبا وبما أدركه منه مفتخرًا إلا من كان فيه مقلاً ومقصرًا؛ لأنه قد يجهل قدره , ويحسب أنه نال بالدخول فيه أكثره.
فأما من كان فيه متوجهًا , ومنه مستكثرًا, فهو يعلم بُعد غايته , والعجز عن إدراك نهايته.
قال الشعبي:
(العلم ثلاثة أشبار, فمن نال منه شبرا شمخ بأنفه وظن أنه ناله ومعنى هذا أنه تكبر, ومن نال الشبر الثاني صغرت إليه نفسه وعلم أنه لم ينله ومعنى هذا انه تواضع , وأما الشبر الثالث يظن أنه ما يعلم).
وبعد أن أورد الإمام الماوردي هذا القول تحدث عن نفسه , فقال رحمه الله:
(مما أُنذرك به من حالي أنني صنفت في البيوع كتابا , جمعت فيه ما استطعت وأجهدت فيه نفسي حتى تهذّب واستكمل , وكدت أعجب به , وتصوّرت أنني أشد الناس اضطلاعًا بعلمه , إذ حضرني أنا في مجلسي أعرابيان, فسألاني عن بيع عقداه في البادية , على شروط تضمنت أربع مسائل , لم أعرف لواحدة منهن جوابا, فأطرقت مفكرًا, وبحالي وحالهما معتبرًا, فقالا: ما عندك فيما سألنا جواب؟ فقلت: لا, فقالا: واهًا لك , وانصرفا).
وهكذا اتعظ الإمام الماوردي بموقف هذين الأعرابيّين, وعرف أن العلم بحر لا نهاية له , وأن إعجاب النفس بما توصلت إليه من العلم خطأ كبير, وفوق كل ذي علم عليم.
ـ[جويده]ــــــــ[14 - 09 - 2013, 03:47 م]ـ
جزاك الله خيرا وسدد خطاك على هذه الفوائد القيمة والنقولات النافعة
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[09 - 12 - 2013, 11:54 م]ـ
وقال ابن القيم أيضًا في زاد المعاد: (والمقصود أن الله سبحانه وتعالى جعل للسعادة والشقاوة عنوانا يعرفان به، فالسعيد الطيب لا يليق به إلا طيب، ولا يأتي إلا طيبا، ولا يصدر منه إلا طيب، ولا يلابس إلا طيبا، والشقي الخبيث لا يليق به إلا الخبيث، ولا يأتي إلا خبيثا، ولا يصدر منه إلا الخبيث، فالخبيث يتفجر من قلبه الخبث على لسانه وجوارحه، والطيب يتفجر من قلبه الطيب على لسانه وجوارحه، وقد يكون في الشخص مادتان، فأيهما غلب عليه كان من أهلها، فإن أراد الله به خيرا طهره من المادة الخبيثة قبل الموافاة، فيوافيه يوم القيامة مطهرا، فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار، فيطهره منها بما يوفقه له من التوبة النصوح والحسنات الماحية والمصائب المكفرة حتى يلقى الله وما عليه خطيئة، ويمسك عن الآخر مواد التطهير، فيلقاه يوم القيامة بمادة خبيثة ومادة طيبة، وحكمته تعالى تأبى أن يجاوره أحد في داره بخبائثه، فيدخله النار طهرة له وتصفية وسبكا، فإذا خلصت سبيكة إيمانه من الخبث صلح حينئذ لجواره ومساكنة الطيبين من عباده
وإقامة هذا النوع من الناس في النار على حسب سرعة زوال تلك الخبائث منهم وبطئها، فأسرعهم زوالا وتطهيرا أسرعهم خروجا وأبطؤهم أبطؤهم خروجا جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد.
ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات، لم تطهر النار خبثه، بل لو خرج منها لعاد خبيثا كما كان كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرم الله تعالى على المشرك الجنة، ولما كان المؤمن الطيب المطيب مبرءا من الخبائث كانت النار حراما عليه، إذ ليس فيه ما يقتضي تطهيره بها، فسبحان من بهرت حكمته العقول والألباب، وشهدت فطر عباده وعقولهم بأنه أحكم الحاكمين ورب العالمين لا إله إلا هو.)
نسأل الله أن يمن علينا جميعًا بالتوبة النصوح إنه سبحانه جواد كريم.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[10 - 12 - 2013, 12:00 ص]ـ
وقال رحمه الله أيضًا: (وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره مع البضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبواب السدد، ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة، والقلب بكل واد منه شعبة، والهمة قد تفرقت شذر مذر، والكتاب مفقود، ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود، فعود العلم النافع الكفيل بالسعادة قد أصبح ذاويا، وربعه قد أوحش من أهله، وعاد منهم خاليا، فلسان العالم قد ملئ بالغلول مضاربة لغلبة
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1457