responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1445
مكفِّرة الذنوب
ـ[أم محمد]ــــــــ[29 - 10 - 2010, 07:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن القيم - رحمه الله -:
(عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم السائب فقال: "ما لك يا أم السائب تزفزفين؟ " قالت: الحمى، لا بارك الله فيها! فقال: " لا تسبي الحُمَّى؛ فإنها تُذهب خطايا بني آدم؛ كما يُذهبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديد " [أخرجه مسلم].

لما كانت الحمى يتبعها حمية عن الأغذية الرديئة، وتناول الأغذية والأدوية النافعة، وفي ذلك إعانة على تنقية البدن، ونفي خباثه وفضوله، وتصفيته من مواده الرديئة، وتفعل فيه كما تفعل النار في الحديد في نفي خبثه، وتصفية جوهره؛ كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي تصفي جوهر الحديد، وهذا القدر هو المعلوم عند أطباء الأبدان.
وأما تصفيتُها القلب من وسخِه ودرنِه، وإخراجُها خبائثَه؛ فأمرٌ يعلمه أطباءُ القلوب ويجدونه؛ كما أخبرهم به نبيُّهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن مرض القلب إذا صار مأيوسًا من بُرْئِه، لم ينفع فيه هذا العلاج.
فالحمى تنفع البدن والقلب، وما كان بهذه المثابة؛ فسبُّه ظُلم وعدوان.
وذكرتُ مرةً وأنا محمومٌ قولَ بعضِ الشعراءِ يسبُّها:
زارتْ مُكَفِّرةُ الذنوبِ وودَّعَتْ ... تبًّا لها مِنْ زائِرٍ ومُوَدِّعِ
قالتْ وقدْ عَزَمَتْ على ترحالِها ... ماذا تريد؟ فقلتُ: أن لا ترجعي
فقلت:
تبًّا له؛ إذ سبَّ ما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبِّه، ولو قال:
زارتْ مكفرةُ الذنوبِ لِصَبِّها ... أهلا بها مِن زائرٍ وموَدِّعِ
قالتْ وقد عزمت على ترحالها ... ماذا تريد؟ فقلت: أن لا تقلعي!
لكان أولى به، ولأقلعت عنه، فأقلعت عني سريعًا!!).

[نقلا من: " صحيح الطب النبوي لابن القيم "، ص67 - 68].

ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 08:02 ص]ـ
وهي الَّتي يقولُ فيها المتنبِّي:
وزائِرَتي كأنَّ بِها حَياءً * فَلَيسَ تَزورُ إِلاَّ في الظَّلامِ
بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا * فَعافَتْها وَباتَتْ في عِظامِي
يَضيقُ الجِلْدُ عَن نَّفْسِي وعَنْها * فَتُوسِعُهُ بِأَنواعِ السّقامِ
كَأَنَّ الصُّبحَ يَطرُدُها فَتَجْري * مَدامِعُها بِأربَعةٍ سِجَامِ
أُراقِبُ وَقْتَها مِن غَيرِ شَوقٍ * مُراقَبَةَ المَشُوقِ المُستَهامِ
ويَصْدُقُ وَعْدُها والصِّدقُ شَرٌّ * إذا ألقاكَ في الكُرَبِ العِظامِ
أَبِنتَ الدَّهْرِ عِندي كُلُّ بِنتٍ * فَكَيفَ وَصَلْتِ أَنتِ مِنَ الزّحامِ
جَرَحْتِ مُجَرَّحًا لَّم يَبْقَ فيهِ * مَكانٌ للسُّيوفِ ولا السِّهامِ

وأقولُ لكِ -أختي/ أمَّ محمَّدٍ-:
لا بأسَ، طهورٌ -إن شاء اللهُ- ...

ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 12:18 ص]ـ
فقلت:
تبًّا له؛ إذ سبَّ ما نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبِّه، ولو قال:
زارتْ مكفرةُ الذنوبِ لِصَبِّها ... أهلا بها مِن زائرٍ وموَدِّعِ
قالتْ وقد عزمت على ترحالها ... ماذا تريد؟ فقلت: أن لا تقلعي!
لكان أولى به، ولأقلعت عنه، فأقلعت عني سريعًا!!.

رحم الله ابن القيم رحمة واسعةً.
وجزاك الله خيرًا -أخيتي عائشة- على رفعك للموضوع؛ فقد قرأت بيتي ابن القيم؛ فأقلعتْ عني سريعًا!!! وأكاد الآن أبكي لفقدها!
نسأل الله أن يكفر عنا الذنوب والخطايا، وأن يمن علينا بالعافية في ديننا ودنيانا.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست