نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1423
تذكرة بفضل الأيام العشر من ذي الحجة
ـ[أم محمد]ــــــــ[10 - 11 - 2010, 07:20 م]ـ
البسملة1
إن هذه الأيام العشر عشر ذي الحجة مِن أفضل الأيام عند الله -عز وجل-؛ بل قد ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر " وفي رواية: " أفضل عند الله من هذه الأيام العشر "، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله؛ فلم يرجع من ذلك بشيء ".
وعلى هذا: ينبغي لنا أن ننتهز هذه الفرصة العظيمة، وهذا الموسم العظيم لنعمل فيه العمل الصالح؛ لكونه أحب إلى الله -عز وجل- من أي عمل كان في أي يوم آخر، حتى إن العمل في هذه الأيام -أيام عشر ذي الحجة الأولى- أفضل عند الله، وأحب إلى الله من العمل في العشر الأواخِر من رمضان.
وهذا شيء غفل عنه الناس وأهملوه، حتى إن هذه العشر -عشر ذي الحجة- تمُر بالناس وكأنها أيام عادية، ليس لها فضل، وليس للعمل فيها مزية!
فلنكثر فيها من كل عمل صالح يقرب إلى الله -عز وجل-؛ من الصلاة والذِّكر والصدقة والصوم، وكذلك الإحسان إلى الخَلق بالجاه والبَدن، وكل ما يقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-.
ولكن هناك أعمال صالحة خُصصت في أيام معينة؛ كالاعتكاف -مثلا-؛ فلا يُشرع أن نخص هذه الأيام العشر بالاعتكاف وأن نعتكف فيها كما يُعتكف في العشر الأواخر؛ لأن العشر الأواخر إنما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعتكف فيها؛ تحريًّا لليلة القدر؛ ولهذا اعتكف العَشر الأول، ثم الأوسط، ثم قيل له إنها في العشر الأواخر؛ فاعتكف في العشر الأواخر.
ويكون الذِّكر على حسب ما جاء عن السَّلف: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، أو يكون التكبير ثلاثًا: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) يجهر بذلك الرجال في المساجد، والأسواق، والبيوت، والمكاتب وغيرها، وتُسر بها المرأة بقدر ما تسمع من إلى جانبها، من دخول شهر ذي الحجة إلى آخرِ يوم من أيام التشريق؛ فتكون الأيام: ثلاثة عشر يومًا؛ عشرة أيام آخرها العيد، وثلاثة أيام وهي أيام التشريق.
أما موضوع الأُضحية: فإن الأضحية مِن نعمة الله -سبحانه وتعالى-، ومِن رحمته، ومِن حكمته أن شرع لأهل الأمصار الذين لم يُقدِّر الله لهم أن يحُجُّوا ويُهدوا إلى البيت؛ شرع لهم ما يشاركون به إخوانهم الحجاج؛ فشرع لهم الأضاحي، وشرع لهم [إذا دخل] العشر الأول من ذي الحجة أن لا يأخذوا شيئًا من شعورهم وأظفارهم وأبشارِهم -يعني: جلودهم-، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم وغيره: من حديث أم سلمة -رضِي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا دخل العشر وأراد أحدُكم أن يضحي؛ فليمسك أو فلا يأخذن من شعره أو بشره أو ظفره شيئًا حتى يضحِّي ".
وهذا الخطاب موجَّه لمن يضحِّي، وليس لمن يضحَّى عنه؛ وعلى هذا: فالعائلة الذين يُضحي عنهم قيِّم البيت لا يحرم عليهم أخذ شيء من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- خاطب من يضحِّي، وكان -عليه الصلاة والسلام- يضحي عنه وعن أهل بيته، ولم يأمرهم أن يمسكوا عن شعورهم وأظفارهم وأبشارهم؛ فدل هذا على أن الحُكم خاص بمَن يُضحِّي.
وأما قول بعض أهل العلم: ما يضحي ومَن يضحَّى عنه؛ فهذا لا دليل عليه.
من هنا للاستماع للمادة الصوتية (http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_14519.shtml)
نقلته أختكم:
أم محمد
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1423