نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1390
(لا يأتون بمثله)
ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 11 - 2010, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(من كلام العرب البليغ الوجيز: ما يُذكر في علم البلاغة؛ وهو قولهم: " القتلُ أنفَى للقتل ".
وقد جاء في القرآن الكريم في هذا المعنى قول الله -عز وجل-: {وَلكمْ في القِصاص حياةٌ} [البقرة: 179].
ولم تسلم تلك الجملة من الخلل اللفظي والمعنوي.
فالخلل اللفظي: في كونِها مكونة من ثلاث كلمات وواحدة منها مكررة!
وأما الخلل المعنوي: فإنه ليس كل قتل نافيًا للقتل؛ بل مِن القتل ما يكون سببًا للقتل والاقتتال!
وأما الآية القرآنية: فقد جاء فيها ذِكر القصاص، وهو الذي يكون به نفي القتل، وحصول الحياة؛ لأن مَن عرف أن سيُقتل قصاصًا إذا قتل غيرَه؛ كف عن القتل، وأبقى على حياتِه وحياة غيره.
ومن حاول الإتيان بشيء مثل القرآن؛ باء بالخيبة وأعلن عجزه وإفلاسه، أو أتى بما يُبرهن على غبائه وسُخفه.
ومن الأول:
ما ذكره الشوكاني في تفسير أول آية من سورة المائدة قال: " فيها من البلاغة ما تتقاصر عنده القوى البشرية، مع شمولها لأحكام عدّة: منها الوفاء بالعقود، ومنها تحليل بهيمة الأنعام، ومنها استثناء ما سيتلى مما لا يحلّ، ومنها تحريم الصيد على المحرم، ومنها إباحة الصيد لمن ليس بمحرم. وقد حكى النقاش: أن أصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن، فقال: نعم أعمل مثل بعضه، فاحتجب أياماً كثيرة ثم خرج فقال: والله ما أقدر، ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء، ونهى عن النكث، وحلل تحليلاً عاماً، ثم استثنى بعد استثناء، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا ".
ومن الثاني:
ما أورده الشيخ محمد رشيد رضا في "تفسير المنار" (1/ 78 - 83) بعنوان: (معارضة نصرانية سخيفة للفاتحة الشريفة)! ذكر فيها: أن أحد النصارى حاول معارضة الفاتحة بكلمات زعم أنها تُغني عن سورة الفاتحة، وزعم أن ما بعد {اهدِنا الصِّراطَ المستقيمَ} حشو لا حاجة إليه!! وسببه اشتمال ذلك على وصف النصارى بالضلال.
وبعد أن أتى الشيخ محمد رشيد رضا ببيان شيء مما اشتملت عليه سورة الفاتحة من المعاني السامية والفصاحة والبلاغة؛ قال:
" هذه السورة الجليلة التي ذكَّرناك -أيها القارئ! - بمجمل مما فصلناه في تفسيرها؛ يزعم أحد دعاة النصرانية في هذا العصر أنها بمعزل من البلاغة؛ بأن كل ما بعد الصراط المستقيم فيها حشو وتحصيل حاصل! وما قبله يمكن اختصاره بما لا يضيع شيئًا من معناه -كما فعله بعضُهم-. قال هذا القول داعية من المبشرين المأجورين من قبل جمعيات التبشير الانكليزية والأميركانية في كتاب لفقه في إبطال إعجاز القرآن بزعمه؛ بل أنكر بلاغته من أصلها!! قال: (وما أحسن قول بعضهم أنه لو قال: الحمد للرحمن، رب الأكوان، الملك الديان، لك العبادة، وبك المستعان، اهدنا صراط الإيمان (!) لأوجز وجمع كل المعنى وتخلص من ضعف التأليف والحشو والخروج عن الردئ كما بين الرحيم ونستعين) اهـ.
أقول: لقد كان خيرًا لهذا المتعصب المأجور لإضلال عوام المسلمين على شرط أن لا يذكر اسمه في كتيبه، ولا يفضح نفسه بين قومه؛ أن يختصر لمستأجريه آلهتهم وكتبهم التي صدت جميع مستقلي الفكر من أقوامهم وشعوبهم عن دينهم؛ بل صدت بعضهم عن كل دين؛ فإن اختصار الدراري السبع في السماء أهون من اختصار آيات الفاتحة السبع في الأرض، وحسب العالم من فضيحته إيراد سخافته هذه وتشهيره بها لو كان حيًّا يمشي بين الناس. وأما العامي الجاهل الذي قد يغتر بقول كل قائل -ولا سيما إذا كان الطعن بغير دينه-؛ فربما يحتاج إلى التنبيه لبعض فضائح هذا الاختصار، وإن كانت لا تخفى على أولي الأبصار ".
ثم ذكر -رحمه الله- جملة من فضائح هذا الاختصار المزعوم لسورة الفاتحة من هذا النصراني الضال الجاهل الحاقد).
["من كنوز القرآن الكريم، تفسير آيات من الكتاب العزيز" للعلامة عبد المحسن العباد البدر -حفظه الله ونفع به-، ضمن مجموع كتبه ورسائله (1/ 165 - 167)].
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[20 - 11 - 2010, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا.
هذا النصراني المجرم جمع الكفر والعُجمة فأتى بالصَّيلَم الدَّرْدَبِيس.
فلما غسا ليلي وأيقنتُ أنها ** هي الأُرَبَى جاءت بأُمِّ حَبَوكَرَى
===
زحرتَ بها ليلة كلها ** فجئت بها مُؤيدا خَنْفَقِيقا
(الصيلم والدردبيس والأُرَبَى وأُمُّ حَبَوكَرَى والخنفقيق كلها أسماء للداهية)
وجزى الله الشيخ المجاهد الضرغام عبد المحسن العباد خير الجزاء.
ـ[أبو محمد فضل بن محمد]ــــــــ[20 - 11 - 2010, 11:23 م]ـ
ولعميد الأدب بحق الأستاذ مصطفى صادق الرافعي غفر الله له رد على بعضهم في تفضيله قول العرب (القتل أنفى للقتل) على آية القصاص، تحت عنوان (كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة)، وذلك في كتابه (تحت راية القرآن) الذي ضم مقالاته في الرد على (المجددينات!)، لا سيما على الفاسد المفسد طه حسين.
ولا حاجة بي إلى نعت الأستاذ الرافعي غفر الله له وكتاباته، فهو آية من آيات الله ـ عندي ـ ..
وانظر نوع الجمع في كلمة (مجددينات) في بعض مقالات الشيخ أحمد شاكر رحمه الله (لا يحضرني عنوانه ولا مصدره).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1390