responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1383
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 12 - 2010, 04:51 م]ـ
وقال -رحمهُ الله- في موضِع آخر:

قدرتُ -في بعض الأيَّام- على شهوةٍ للنَّفس هي عندها أحلى مِن الماءِ الزُّلال في فم الصَّادي، وقال التَّأويل: ما ههنا مانعٌ ولا معوِّق إلا نوع ورَع، وكان ظاهر الأمر امتناع الجواز.
فترددت بين الأمرَين، فمنعتُ النَّفس عن ذلك.
فبقيتْ حيرتي لمنع ما هو الغاية في غرضها مِن غير صادٍّ عنه بِحالٍ إلا حذر المنع الشَّرعي.
فقلتُ لها: يا نفسُ! والله؛ ما مِن سبيل إلى ما لا يؤمن من دونه.
فتقلقتْ، فصحتُ بها: كم وافقتُكِ في مرادٍ ذهبتْ لذَّته وبقيَ التَّأسُّف على فعله، فقدِّري بلوغ الغرض من هذا المراد؛ أليس الندم يبقى في مجال اللذة أضعاف زمانها؟
فقالت: كيف أصنع؟
فقلتُ:
صبرتُ ولا واللهِ ما بي جلادة ... على الحب لكنِّي صبرتُ على الرغمِ
وها أنا أنتظر مِن الله -عزَّ وجلَّ- حُسن الجزاء على هذا الفِعل.
وقد تركتُ هذه الوجهة [يعني: الصفحة] بيضاء، أرجو أن أرى حُسن الجزاء على الصبر فأسطُره فيه -إن شاء الله-، فإنه قد يُعجل جزاء الصَّبر وقد يؤخره، فإن عجل؛ سطرتُه، وإن أخِّر؛ فما أشك في حُسن الجزاء لمن خاف مقامَ ربِّه؛ فإنه مَن ترك شيئًا لله؛ عوَّضه الله خيرًا منه.
واللهِ؛ ما تركتُه إلا لله -تعالى-، ويكفيني تركُه ذخيرةً، حتى لو قيل لي: أتذكُر يومًا آثرتَ اللهَ على هواك؟ قلتُ: يوم كذا وكذا.
فافتخِري -أيتُها النفس- بتوفيقك، واحمدي مَن وفقكِ؛ فكم قد خُذل سواكِ، واحذري أن تخذلي في مثلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان هذا في سنة إحدى وستين وخمسمائة، فلما دخلت سنة خمس وستين؛ عُوضتُ خيرًا من ذلك بما لا يُقارب، مما لا يَمنع منه ورعٌ ولا غيره.
فقلتُ: هذا جزاء التَّرك لأجل الله -سبحانَه- في الدُّنيا، ولأجرُ الآخرةِ خيرٌ.
والحمدُ لله.

ـ[عقيلة أهلها]ــــــــ[10 - 02 - 2011, 01:42 ص]ـ
شكرا لك

ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[02 - 03 - 2011, 09:32 م]ـ
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة "أم محمد"على هذه المشاركة الطيبة، ولا حرمنا الله من مشاركتكِ الممتعة.

النفس تبكى على الدنيا وقد علمتْ_ أنَّ السلامة فيها ترك مافيها.

ـ[أم محمد]ــــــــ[02 - 03 - 2011, 11:21 م]ـ
جزاكُم الله خيرًا.

ومما جاء في عتاب النفس ولومِها شعرًا؛ قولُ أبي العتاهية:
أيا نفسُ لا تستوطِني دار قُلعةٍ ..... ولكنْ خُذي بالزَّادِ قبل ارتِحالكِ
أيا نفسُ لا تَنسَي كتابكِ واذكُري ..... لكِ الويلُ إن أُعطيتِه بِشِمالِكِ
أيا نفسُ إن اليومَ يومُ تفرُّغٍ ..... فدُونَكِهِ مِن قبل يوم اشتِغالِكِ
ومسؤولةٌ يا نفسُ أنتِ فيسِّري ..... جوابًا ليوم الحشرِ قبل سُؤالِكِ
ومِسكينةٌ يا نفسُ أنتِ فقيرةٌ ..... إلى خيرِ ما قدَّمتِه مِن فِعالِك
هو الموتُ فاحتاطي له وابشِري إذا ..... نجوتِ كَفافًا لا عليكِ ولا لكِ
[نقلًا من ديوانه، (313 - 314)].

ـ[أم محمد]ــــــــ[17 - 10 - 2011, 11:29 ص]ـ
وقال -أيضًا-:
أيا نفسُ أنتِ الدَّهرَ في حالِ غفلةٍ ..... وليستْ صُروفُ الدَّهرِ غافلةً عنكِ
أيا نفسُ كم لي عنكِ مِن يومِ صرعةٍ ..... إلى اللهِ أشكُو ما أُعالِجُه منكِ
أيا نفسُ إنْ لم أَبكِ ممَّا أخافُه ..... عليكِ غدًا عند الحِسابِ فمَن يبكي
أيا نفسُ هذي الدَّار لا دارُ قُلعةٍ ..... فلا تجعلِنَّ القصدَ في منزلِ الإفكِ
أيا نفسُ لا تَنسي عن اللهِ فضلَه ..... فتأييدُه مُلكي وخِذلانُه هُلكي

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست