البدعة قال فيها رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلَّم-: "إيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمور، فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النَّار" [1].
وإذا كان كذلك: فإن البدَع -سواء كانت ابتدائيَّة، أم استمراريَّة-؛ يأثمُ مَن تلبَّس بها؛ لأنها كما قال الرسول -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "في النَّار"؛ أعني: أن الضَّلالة هذه تكون سببًا للتعذيب في النَّار، وإذا كان الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- حذَّر أمَّته من البِدع؛ فمُقتضى ذلك أنها مَفسدةٌ محضة؛ لأن الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- عمَّم ولم يُخصص؛ قال: "كل بدعةٍ ضلالة".
ثم إن البدع -في الحقيقة- هي انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلاميَّة؛ لأن معناها -أو مقتضاها- أن الشريعة لم تتم، وأن هذا المبتدِع أتمَّها بما أحدَثَ من العبادة التي يتقرَّب بها إلى الله -كما زعم-.
فعليه نقول: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
والواجب: الحذر من البدع -كلها-، وألا يتعبَّد الإنسان إلا بما شرعه الله ورسوله -صلى اللهُ عليه وسلم-؛ ليكون إِمامَه حقيقة؛ لأن مَن سلك سبيل بدعةٍ؛ فقد جعل المبتدِع إمامًا في هذه البدعة دون رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم-
والله وليُّ التوفيق. [1] أبو داود في السنة (4607)، وابن ماجه في المقدمة (42)، وزيادة "كل ضلالة في النار" عن النسائي في العيدين (1578).
المصدر: "المجموع الثمين" (1/ 28 - 29)، بواسطة: "فتاوى علماء البلد الحرام" (984).
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1319