responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1248
بيت شعري واستدلال فاسد
ـ[أم محمد]ــــــــ[28 - 12 - 2010, 03:15 م]ـ
البسملة1

يقول: ذكرتم أنه لا يجوز التَّمسُّح بالجدران. يقول الشاعر المشهور:
أمر على الديار ديار ليلى .. إلى آخره
يقول: ليس المَقصود الجُدران -بِحدِّ ذاتِها-؛ وإنَّما المقصود بركة مَن فيها.

[جوابُ فضيلةِ الشَّيخ صالح السُّحيمي -حفظهُ اللهُ-]

أولًا: هذه الأبيات:
أمُرُّ على الدِّيار دِيار (سلمى) ... أقبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الدِّيارِ شَغفنَ قَلبي ... ولكنْ حُبُّ مَن سَكنَ الدِّيارا
عندي سؤال: هل هذِه آيَةٌ قرآنيَّة؟
ما هو؟
هل هو حديثٌ نبويٌّ؟
هل هو أثرٌ سَلفيٌّ؟
شِعر مَن؟ شِعر رجلٍ يتغزَّل في ماذا؟ بامرأة؛ فكيف نستدلُّ به على ..

وهذا قد احتج عليَّ فيه-قبل بضعِ سَنوات- رجلٌ مِن المُخرِّفين، يقول: كيف تَمنعنا مِن التَّمسُّح بِالأعتاب المقدَّسة، والشَّاعر يقول:
أمُرُّ على الدِّيار دِيار (سلمى) ... أقبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الدِّيارِ شَغفنَ قَلبي ... ولكنْ حُبُّ مَن سَكنَ الدِّيارا

عجيب جدًّا يعني! كيف يُستدلُّ بأبياتٍ غزليَّة على أمرٍ يتعلَّق بالتَّوحيد والعقيدة؟!!

هذا استدلال فاسد؛ بل هو في قِمَّة الفساد.

ثم مَن قال إنَّ هذه الجُدران فيها بركة؟!! مِن أين لك أن هذه البركة في الجدران؟! بل إنَّ الكعبة نقبِّلها تأسِّيًا بالنبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-، لا أنها تَنفعُنا.

ولذلك: لمَّا جاء يُقبِّلها الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضيَ اللهُ وأرضاه، وأخزى الله مَن أبغضَه وقَلاه- .. لمَّا جاء الفاروق يقبِّل الحَجَر الأسود؛ ماذا قال؟ قال: " والله إني أعلم أنك حَجرٌ لا تَضر ولا تنفع، ولولا أني رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يُقبِّلك؛ ما قبَّلتُك ".

المقصود: الامتثال؛ {لَن يَنالَ اللهَ لُحومُهَا وَلا دِماؤُها وَلَكِنْ يَنالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} الامتثال؛ امتثال أوامر الله؛ لا أنَّ هذا الجدارَ فيه البركة -تَأخذ منه البركة-.

مثل ما يفعل بعضُ النَّاس: يجمِّع مِن تُراب المدينة، ومِن تُراب مُزدلفة، ومِن تُراب عرَفة، ويأخذه معه إلى بلاده!! ما الذي تستفيد مِن هذا التراب؟ التُّراب هو التُّراب -في كلِّ مكان-.

فلذلك: لا يجوزُ للمسلمين أن يتعلَّقوا بهذه الأشياء.

بل إذا جئتَ عند المقابر: تُسلِّم -فقط- ثم تَنصرف، لا تَطلب مِن صاحب القبر شيئًا -كما بيَّنا بالأمس-؛ أما لو سألتَه شيئًا؛ فقد أشركتَ بالله -عزَّ وجلَّ-؛ {وَقَدِمْنا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَباء مَّنثُورًا}، وهذا يُحبِط عملَك.

فانتبه -يا عبدَ الله! -؛ علِّق خوفَك ورجاءَك ومحبَّتك وسُؤلَك بالله وحدَه لا شريكَ له.

فرغته من فتوى صوتيَّة لفضيلته، من هنا (http://www.alsoheemy.net/play.php?catsmktba=3150) لسماعها.

ـ[أم محمد]ــــــــ[29 - 12 - 2010, 01:11 ص]ـ
قال ابن تيمية -رحمهُ اللهُ- في لاميَّته:
قُبْحًا لِمَنْ نَبَذَ الْكِتَابَ وَرَاءَهُ ... وَإِذَا اسْتَدَلَّ يَقُولُ: (قَالَ الأَخْطَلُ)!
قال الشيخ زيد المدخلي -حفظهُ اللهُ-:

وفي قوله: (قَالَ الأَخْطَلُ): يشير إلى الذين حرَّفوا صفة الاستواء، فسَّروا الاستواء -وهم الأشاعرة فمَن فوقهم من المعتزلة والجهمية- فسَّروا الاستواء بالاستيلاء. أما الجهمية؛ فنفت الصفة نفيًا باتًّا، والمعتزلة -كذلك- نفوا الصفات، والأشاعرة هم الذين أوَّلوا تأويلًا باطلًا، فقالوا في صفة الاستواء: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] أي: استولى. واستدلوا على هذا التفسير الخاطئ بقول الأخطل النصراني:
بِشرٌ قد استوى على العراق .. من غير سيف أو دم مِهراق
لذا أشار إلى هذا البيت الإمام ابن تيمية -رحمه الله-، وخطَّأ من تمسكوا به، واستدلوا على أن الاستواء يفسَّر بالاستيلاء وعلى ذلك كلام العرب! والأخطل النصراني ليس من العرب، وليس ممن يُعتد بعربيَّتهم، قالوا: يفسَّر الاستواء بالاستيلاء بدليل قول الشاعر: (بِشرٌ قد استوى على العراق) أي: استولى!
وتركوا تفسير السلف الصالح وأتباعهم الذين هم أولى بفهم نصوص الكتاب والسُّنة، وأولى بفهم أبواب العلم لا سيما هذا الباب العظيم الذي هو أصل الدين وقاعدته.
[تفريغًا من تعليقه -حفظهُ اللهُ- على اللامية]

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست