responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1245
قولهم: (رب ما عبدتك طمعًا في جنتك ...)
ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 12 - 2010, 08:01 ص]ـ
البسملة1

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه.

قال العلاَّمة الألبانيُّ -رحمه الله- في «سلسلة الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة» (2/ 426، 427 - ط. مكتبة المعارف بالرياض):
(وممَّا يُنكَر في هذا الحديث قوله: "ما أبكي شوقًا إلى جنَّتك، ولا خوفًا مِنَ النَّار"! فإنَّها فلسفة صوفيَّة، اشتهرَتْ بها رابعة العدويَّة، إنْ صحَّ ذلك عنها، فقد ذكَروا أنَّها كانَتْ تقول في مُناجاتِها: "ربِّ! ما عبدتُّكَ طمعًا في جنَّتكَ، ولا خوفًا من نارك". وهذا كلامٌ لا يصدُرُ إلاَّ مِمَّنْ لَمْ يَعْرفِ اللهَ -تبارك وتعالى- حَقَّ معرفته، ولا شعر بعظمته وجلاله، ولا بجوده وكرمه، وإلاَّ لَتَعبَّدَهُ طمعًا فيما عنده من نعيمٍ مُقيم؛ ومِن ذلك: رؤيته -تبارك وتعالى-، وخوفًا ممَّا أعدَّه للعُصاة والكُفَّار مِنَ الجحيم والعذاب الأليم؛ ومن ذلك: حِرمانهم النَّظَر إليه؛ كما قالَ: ?كَلا إنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ?؛ ولذلك: كانَ الأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام- وهم العارِفون بالله حقًّا- لا يُناجونه بمثل هذه الكلمة الخياليَّة، بل يعبدونه طمعًا في جنَّتِه، وكيف لا؟! وفيها أعلى ما تسمو إليه النَّفسُ المؤمِنة؛ وهو النَّظَر إليه -سبحانه-، ورهبةً من ناره، ولِمَ لا؟! وذلك يستلزمُ حرمانهم من ذلك؛ ولهذا قال -تعالى- بعد أنْ ذَكَر نُخبةً من الأنبياء: ?إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ?؛ ولذلك: كانَ نبيُّنا محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أخشى النَّاسِ لله؛ كما ثَبَتَ في غير ما حديث صحيح عنه.
هذه كلمة سريعةٌ حولَ تلك الجُملةِ العدوِيَّة؛ الَّتي افتُتِنَ بها كثير مِنَ الخاصَّة فضلاً عَنِ العامَّة، وهي في الواقع ?كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً?، وكنتُ قرأتُ حولَها بحثًا فيَّاضًا ممتِعًا في "تفسير العلاَّمة ابن باديس"؛ فليُراجِعْهُ مَن شاء زيادةَ بيان) انتهى.

وقال فضيلة الشَّيخ أحمد بن يحيى النَّجميُّ -رحمه الله- في «فتح الرَّبِّ الودود» (1/ 5، 6 - ط. مكتبة الفرقان بعجمان):
(وأمَّا قوله: "وأنَّه ينبغي أنْ يُعبَدَ اللهُ لا خوفًا من ناره، ولا شوقًا إلى جنَّته"؛ فهذه العبارة مِنْ عبارات الصُّوفيَّة، وتُنسَبُ هذه العبارة إلى رابعة العدويَّة، وأخَذَها الصُّوفيَّة من بعدها بدون تعقُّل، فَمَنْ زَعَمَ أنَّه يعبُدُ اللهَ حُبًّا فقط، لا يعبدُهُ خوفًا من ناره، ولا شوقًا إلى جنَّته؛ فقد زَعَمَ أنَّه خيرٌ مِنَ الأنبياء؛ الَّذين وَصَفَهُمُ الله بقوله: ?إنَّهُمْ كَانُوا [يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَ] يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ?، وقال عن إبراهيمَ خليله -عليه السَّلام-: ?وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ،،، وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ،،، وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ،،، يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ،،، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ?، فهذا نبيُّ اللهِ وخليلُه، وأحدُ الَّذين اصطفاهُم من خلقه: يسألُ اللهَ أنْ يجعله مِن وَرَثة جنَّة النَّعيم، وأنْ يُعيذه مِن خِزْي يوم القيامة.
فَمَنْ زَعَمَ أنَّه لا يعبُدُ اللهَ طمعًا في جنَّته، ولا خوفًا من عذابه؛ فقد زَعَمَ أنَّه أفضلُ مِنَ الأنبياء؛ لذلك: فهو كاذب في هذا الزَّعم؛ فما مِن أحدٍ مِنَ النَّاس إلاَّ وهو يُحِبُّ الجنَّةَ، ويخافُ مِنَ النَّار، إلاَّ أنْ يكونَ لا يُؤمِنُ بهما، ولكنَّ الغرور والادِّعاءات الباطلة استحوَذَتْ عليهم، فَمَنْ ذا الَّذي لا يخافُ مِنَ النَّار، وهو بشَر مخلوقٌ مِن لحمٍ ودم وجلدٍ وعَصَب وعظام؟! لو عُرِضَ على نار الدُّنيا لخافَها؛ فكيف إذا كانت نار جهنَّم؛ الَّتي ضُوعِفَتْ حرارتُها على نار الدُّنيا بتسعةٍ وستِّين ضِعفًا ... ؟! فَمَنِ ادَّعَى أنَّه لا يخافُ من نارٍ تُذيبُ الصُّخور؛ فهو: إمَّا مجنون، أو كاذِب، أو مُكذِّب) انتهى.

ـ[أم محمد]ــــــــ[30 - 12 - 2010, 11:57 ص]ـ
وسئلت اللجنةُ الدَّائمةُ -وفقها الله-:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست