responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1238
حقيقة الكسوف والخسوف
ـ[أم محمد]ــــــــ[03 - 01 - 2011, 11:01 م]ـ
البسملة1

سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:
ما حقيقة حدوث الخسوف والكسوف حيث يوجد في بعض الكتب أن الخسوف يحدث لوقوع الأرض بين القمر والشمس؟

فأجاب:

هذه [حقيقة] محسوسة؛ يعني أن:

الكسوف -وهو اختفاء بعض ضوء الشمس؛ أي: بعض جرمها- يكون سببه الحسي أن يحول القمر بين الشمس والأرض؛ ولهذا لا يقع الكسوف إلا في آخر الشَّهر؛ حيث يمكن أن يَحول القمر بين الشمس والأرض.

أما الخسوف -خسوف القمر-؛ فإن سببه الحسي: أن تَحول الأرض بين القمر وبين الشمس؛ ولهذا لا يقع إلا في تمام المواجهة بين القمر والشمس؛ وذلك في ليالي الإبدار.

فلا يمكن كسوف الشمس في نصف الشهر ولا في أول الشهر، ولا يمكن خسوف القمر في أول الشهر و [لا] في [وسط] الشهر.

وهذه ظاهرة كونية معلومة؛ حتى إن العلماء السابقين -رحمهم الله- تحدثوا عنها؛ كشيخ الإسلام ابن تيميه وغيره.

وهذا لا ينافي ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن الله -تعالى- يخوِّف عباده بالخسوف والكسوف؛ لأن الله -تعالى- يخوف العباد بأمر سببه حسي -ولا مانع-؛ كما أن قواصف الرعد والصواعق لها سبب حسي، ومع ذلك يخوف الله به العباد؛ كما قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}.
فالأمر الحسي لا يُنافي الحِكمة من إيجاده.

ولكن:

كوننا نبسط القول في هذا للناس، حتى يظنوا أنه أمر عادي لا يَفزعون عند الكسوف ولا عند الخسوف؛ هذا هو الذي ينبغي أن يتجنبه الإنسان، وأن لا يتحدث به بين العامة؛ لأن العامي يضيق قلبُه أن يجمع بين السببين -الشرعي والحسي-.

نقلتها من موقع الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، وراجعتها على الفتوى الصوتيَّة من: برنامج " نور على الدرب "، الشريط: (328 - أ)، بعد الدقيقة الثامنة. فما كان بين معقوفين؛ فتصحيح.

ـ[أم محمد]ــــــــ[03 - 01 - 2011, 11:05 م]ـ
وقال -أيضًا-رَحمهُ الله- في "الشَّرح الممتع" (5/ 174 - 176) مفصِّلاً السببَ الحِسيَّ في حدوث الكسوف والخسوف:

(فسبب كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين الأرض فيحجبها عن الأرض، إما كلها أو بعضها، لكن لا يمكن أن يحجب القمرُ الشمسَ عن جميع الأرض؛ لأنه أصغر منها، حتى لو كسفها عن بقعة على قدر مساحة القمر لم يحجبها عن البقعة الأخرى؛ لأنها أرفع منه بكثير، ولذلك لا يمكن أن يكون الكسوف كلياً في الشمس في جميع أقطار الدنيا أبداً، إنما يكون في موضع معين، مساحته بقدر مساحة القمر.

وإذا قلنا بهذا القول المحقق المتيقن -إنَّ سبب كسوف الشمس هو حيلولة القمر بينها وبين الأرض-؛ تبيَّن أنه لا يمكن الكسوف في اليوم السابع أو الثامن أو التاسع أو العاشر لبعد القمر عن الشمس في هذه الأيام، إنما يقرب منها في آخر الشهر.

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: لا يمكن أن تكسف الشمس إلا في التاسع والعشرين أو الثلاثين أو آخر الثامن والعشرين؛ لأنه هو الذي يمكن أن يكون القمر فيه قريباً من الشمس فيحول بينها وبين الأرض.

كذلك القمر سبب كسوفه: حيلولة الأرض بينه وبين الشمس؛ لأن القمر يستمد نوره من الشمس كالمرآة أمام القنديل.

فالمرآة أمام القنديل يكون فيها إضاءة نور، لكن لو أطفأت القنديل أصبحت ظلمة، ولهذا سمى الله القمر نوراً، فقال -عزَّ وجلَّ-: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان: 61]، وقال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16]، وعلى هذا التقدير الواقعي لا يمكن أن يكسف القمر في الليلة العاشرة، أو الثامنة، أو التاسعة، أو الحادية عشرة، أو السابعة عشرة، أو العشرين، أو الخامسة والعشرين، أو السابعة والعشرين، فلا يمكن أن يكسف إلا في ليالي الإبدار أي: الرابعة عشرة، والخامسة عشرة؛ لأنها هي الليالي التي يمكن أن تحول الأرض بينه وبين الشمس؛ لأنه في جهة والشمس في جهة، فهو في جهة الشرق، والشمس في جهة الغرب فيمكن أن تحول الأرض بينهما وحينئذٍ ينكسف القمر، قال -تَعالى-:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست