responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1215
فمَن قدَّم بين يدي الله ورسولِه وتجرَّأ على الله فنفى عنه ما أثبتَه لنفسِه من الصِّفات العظيمة وما وصفه به رسولُ الله -صلى اللهُ عليهِ وسلم-، وقال: (هذا الذي وصفتَ به نفسَك ووصفك به رسولُك لا يليق بك وفيه من النقص كذا وكذا فأنا أؤوِّله وأُلغيه وآتي ببدله من تلقاء نفسي؛ كما قال بعضُهم:
وكلُّ نصٍّ أوهمَ التَّشبيها .. أوِّلْهُ أو فوِّضْ ورُمْ تنزيهَا
فلا أرجع إلى كتابك، ولا إلى سُنَّة نبيِّك في ذلك لأن ما فيهما يوهِم التشبيه، وإنما أرجع إلى قواعد المُتكلِّمين وأقاويل الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية)!!
فهل يكون -يا عباد الله- هذا مؤمنًا بالله وبكتابه وسُنة رسوله؟ وهل يكون هذا معظِّمًا لربِّه؟!!
سبحانَك هذا بُهتان عظيم.

رابعًا: وكما أن أهل السُّنة والجماعة يُثبتون لله الصِّفات التي وصف بها نفسَه، أو وصفه بها رسولُه على وجهٍ يليق بجلالِه، ولا يُشبِّهونَه بخَلْقه؛ فهُم يُنزِّهونه عن النَّقائص والعيوب تنزيهًا لا يُفضي بهم إلى التَّعطيل بتأويل معانيها، أو تحريف ألفاظها عن مدلولها بحُجَّة التَّنزيه؛ فمذهبُهم في ذلك وسط بين طرَفي التَّشبيه والتَّعطيل؛ تجنَّبوا التَّعطيل في مقام التَّنزيه، وتجنَّبوا التَّشبيه في مقام الإثبات.

خامسًا: وطريقة أهل السُّنة والجماعة فيما يُثبتون لله من الصِّفات، وما يَنفون عنه من النَّقص؛ هي طريقة الكتاب والسُّنة، وهي الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات؛ كما في قوله -تَعالى-: {ليسَ كَمِثْلِه شيءٌ وهُو السَّميعُ البَصيرُ} [الشورى: 11]؛ فأجمل النفي وهو قوله: {ليسَ كَمِثْلِه شيءٌ}، وفصَّل في الإثبات وهو قوله: {وهُو السَّميعُ البَصيرُ}.
وكل نفيٍ في صفاتِ الله؛ فإنه يتضمَّن إثبات الكمال، وليس هو نفيًا محضًا؛ لأن النَّفي المحض ليس فيه مدح؛ لأنَّه عدم محض، والعدم ليس بشيء.
ومِن أمثلة النَّفي المتضمِّن لإثبات الكمال؛ قوله -تَعالى-: {وَلَا يَظلِمُ ربُّكَ أحدًا} [الكهف: 49]؛ أي: لكمال عدلِه -سُبحانه-.
وقوله: {وَلا يَؤودُهُ حِفظُهُما} [البقرة: 255]؛ أي: لكمال قدرتِه وقوَّته.
وقوله: {لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَومٌ} [البقرة: 255]؛ أي: لكمال حياتِه وقيُّوميَّته.
وهكذا كل نفيٍ عن الله؛ فإنه يتضمَّن إثبات ضد المَنفي من الكمال والجلال.
هذا ونسأل الله البصيرةَ في دِينِه، والعمل بطاعتِه، ومعرفة الحق والعمل به.

نقلته بِتمامِه مِن "الإرشادِ إِلى صحيحِ الاعتِقادِ" للشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله ورعاه-، (ص149 - 152).

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[14 - 01 - 2011, 04:34 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
اللهم احفظ الشيخ العلامة المجاهد صالح الفوزان.

ـ[ابو طلحة المجدلاوي]ــــــــ[23 - 01 - 2011, 10:27 م]ـ
ولكن ايها الاخوة. لا يحملنكم الكلام في الصفات على الطعن في الامام النووي الذهبي وابن حجر وغيرهم كما طعن بهم من يحسبون انفسهم على طلبة العلم.

ـ[أم محمد]ــــــــ[24 - 01 - 2011, 02:25 م]ـ
بل ها هو العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- ينصح ويَنتقد -بِشِدَّة- مَن يتكلَّم في هؤلاء الأعلام الكبار -رحمهم الله- في جوابه على السُّؤال التَّالي:

س/ بعض النَّاس يُبدِّع بعض الأئمَّة -كابن حجر، والنَّووي، وابن حزم، والشَّوكاني، والبيهقي-؛ فهل قولُهم هذا صحيح؟

فأجاب -حفظه الله-:
لهؤلاء الأئمَّة من الفضائل، والعلم الغزير، والإفادةِ للنَّاس، والاجتِهاد في حِفظ السُّنَّة ونشرِها، والمؤلَّفات العظيمة؛ ما يُغطي ما عندهم من أخطاء -رحمهم الله تعالى-.
وهذه الأمور ننصح طالب العلم ألا يشتغلَ بها؛ لأنه يُحرم العلم.
والذي يتتبع هذه الأمورَ على الأئمَّة سيُحرم من طلب العلم؛ فيصير مشغولًا بالفتنة، ومحبَّة النِّزاع بين النَّاس.
نوصي الجميع بطلب العلم والحرص على ذلك، والاشتغال به عن الأمور التي لا فائدة منها.
والنَّووي، وابن حزم، وابن حجر، والشَّوكاني، والبيهقي: هؤلاء أئمَّة كبار، محل ثقة عند أهل العلم، ولهم مِن المؤلَّفات العظيمة، والمراجع الإسلاميَّة -التي يرجع إليها المسلمون-؛ ما يُغطي أخطاءَهم وزلاتِهم -رحمهم الله تعالى-.
ولكن: أنت -يا مسكين! - ماذا عندك؟
يا من تتلمَّس وتتجسَّس على ابن حجر وابن حزم ومَن ذُكر معهما:
ماذا نفعتَ المسلمين به؟!
ماذا جمعت من العلم؟!
هل تعرف ما يعرفُه ابن حجرٍ والنَّووي؟!
هل قدَّمتَ للمسلمين ما قدَّم ابن حزم والبيهقي؟!
سبحان الله!!!
رحم الله امرءًا عرف قدر نفسِه!
قلَّ عِلمُك؛ فتجرَّأت!
وقلَّ ورعُك؛ فتكلَّمت!

[نقلًا من "الأجوبة المفيد عن أسئلة المناهج الجديدة"، (235 - 238)].

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست