responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1213
وقانون الزواج يقتضي أن يقوم البيت، وتسلّم الزوجة بحقائق القوامة، وحقوق الزوج المقرّرة شرعاً، من حقّ الطاعة والبرّ، والأدب والاحترام، والبعد عن النشوز، وأيّ أنواع الأذى ..
كما يسلّم الزوج بحقوق الزوجة المادّيّة والمعنويّة: من المعاشرة بالمعروف، والرفق وحسن الخلق، والبرّ والإحسان ..
وعند ذلك يقوم قانون الحبّ على أرض صلبة من قانون الزواج .. وإلاّ .. فأيّ قانون للحبّ يرجى إذا كان قانون الزواج منتهكاً أو معطّلاً.؟! وكيف يبحث عن النافلة من ضيّع الفريضة.؟!
وأيّ قانون للحبّ يرجى إذا كان الرجل لا تقدّر ظروفه، ولا يعان على متاعبه ومشكلاته.؟! وأيّ قانون للحبّ يرجى إذا كان الزوج لا تلبّى رغباته النفسيّة والعاطفيّة، ولا تؤدّى حقوقه.؟! وأيّ قانون للحبّ يبقى إذا كان الزوج لا يعترف له بحقّ الطاعة والقوامة.؟!
وأيّ قانون للحبّ يرجى إذا كانت المرأة تسبّ وتهان.؟! وأيّ قانون للحبّ يرجى إذا كانت الزوجة لا تقدّر ظروفها النفسيّة والصحّيّة، ولا تراعى مشاعرها ورغباتها.؟!
موقف معبّر له دلالته: كان عند صديق حميم، يتحاور معه حول موضوعات مهمّة، واحتدم النقاش، واصطرعت الأفكار، وبينما هو في انفعال ظاهر تلقّى مكالمة، فانفرجت أساريره، وهدأت أعصابه، وتلطّفت كلماته وإجاباته، وتوالت وعوده، وختم حديثه بألطف ممّا بدأ .. ثمّ قال لصاحبه ممازحاً: إنّها مكالمة من وليّ الأمر، يعني زوجته .. ثمّ لم يلبث إلاّ أن تلقّى مكالمة أخرى من أحد أبنائه، فكان حديثه معه بلغة عربيّة غير متكلّفة، وعبارات راقية، ولطف في القول ظاهر .. وبعد المكالمة التفت إليه صديقه، وقال له: أهكذا تخاطب أولادك.؟ قال: نعم، وهل في الأمر غرابة.؟ قال: نعم، كلّ الغرابة .. ألا ترى كيف يكلّم كثير من الناس أولادهم .. ؟ ثمّ قال له: هنيئاً لزوجتك أنّك لا تفكّر بالزواج عليها، قال: وممّ عرفت ذلك.؟ قال: إنّ من كان بمثل هذا اللطف والرقيّ في العلاقة مع زوجته وأولاده، لا يمكن أن يتزوّج بأخرى .. فقال له: الفضل لها عليّ، هي ألطف منّي وأرقى ..
والسؤال المهمّ هنا: أيّ الطرفين أحقّ برعاية قانون الحبّ وأولى: الرجل أم المرأة.؟!
إنّ النظرة الموضوعيّة المجرّدة تقول لنا: إنّ المرأة أحقّ من الرجل برعاية قانون الحبّ، وأحوج إليه منه باعتبارات عديدة:
ـ فهي أحقّ من الرجل برعاية قانون الحبّ نظراً لطبيعتها الفطريّة واحتياجها ..
ـ وهي أحقّ من الرجل برعاية قانون الحبّ نظراً لما هو مطلوب منها من اجتذاب الرجل إليها، وتحقيق سكنه النفسيّ ..
ـ وهي أحوج من الرجل إلى رعاية قانون الحبّ لتطوّق به عنق الرجل، وتملك حواسّه ومشاعره، فلا يلتفت إلى غيرها .. إذ هو بفطرته يميل إلى أكثر من واحدة، وما لم يتحقّق له الإشباع العاطفيّ والنفسيّ بزوجته، وما لم تطوّق مشاعره وأحاسيسه بقانون الحبّ، الذي يستقي من طبيعتها الأنثويّة الجذّابة، فإنّها لن تستطيع أن تطوّقه بأيّة رقابة صارمة، أو غيرة جامحة، أو نكد يخاف من المجهول، ويطارد الأشباح والأوهام ..
ـ وهي أحوج من الرجل إلى رعاية قانون الحبّ، لأنّ البديل للرجل عن ذلك ليس حرمانها العاطفيّ فحسب، بل أن يتّجه إلى غيرها بطريق الحلال، بالبحث عن الزوجة الثانية إن كان يتّقي الله، أو سلوك طريق الفساد والحرام، إن لم يكن من أهل التقوى والاستقامة ..
والبديل للمرأة عند ذلك أحد أمرين أو كلاهما، وأحلاهما مرّ: فإمّا أن تصبر على الحرمان العاطفيّ، أو تختار الفراق .. أفليس خيراً لها أن تتعهّد قانون الحبّ وترعاه، من أن تصل إلى هذه النتيجة التي لا ترضاها.؟!
وبعد؛ فإنّ قانون الحبّ يحمي قانون الزواج ويصونه، وعندما ينهار يتعرّض الزواج للانهيار، أو يعيش الزوجان بما يسمّى الطلاق العاطفيّ .. كما يحمي قانون الحبّ المرأة ممّا تخشاه من هاجس الزوجة الثانية، الذي يقلق حياتها، وينغّص هناءتها .. إلاّ إذا كان للأمر مبرّراته الوجيهة، التي يعذر بها عقلاء الناس، ممّا لا ينتقص قانون الحبّ ولا يلغيه ..

([1]) ـ جزء من حديثرواه البخاري (5/ 2256) باب الهجرة، ومسلم في البر والصلة والآداب باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعيرقم (2560) وغيرهما عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه.

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[20 - 01 - 2011, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، وشكر الله لك.
إلاّ إذا كان للأمر مبرّراته الوجيهة، التي يعذر بها عقلاء الناس، ممّا لا ينتقص قانون الحبّ ولا يلغيه .. وإن لم يكن له مسوغاته، أيعد زواجه من أخرى مضيعًا لقانون الحبّ والوفاء!
لا إخالك بهذا قائلا، بل هذا مما شرعه الله له، ولا ينبغي للمرأة-وإن تملكتها الغيرة فطرةً-أن تعارض شيئًا مما شرعه الله، بل توطن نفسها على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست