responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1203
معالم تربويّة ومنهجيّة لضبط المسيرة الدعويّة
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[24 - 01 - 2011, 11:30 ص]ـ
معالم تربويّة ومنهجيّة لضبط المسيرة الدعويّة

د/ عبد المجيد البيانوني

واقعنا الدعويّ الداخليّ أسوأ من كيد الأعداء ومؤامراتهم بما لا يقاس، وهم لم يبلغوا منّا ما بلغوا إلاّ باختلاف كلمتنا، وتفرّق صفّنا، واستغلال ما بيننا من خصومات تصل إلى درجة العداوة والبغضاء، والقطيعة والتدابر، والتنابز بالألقاب، والكيد الرخيص، الذي يتوسّل بما لا يمتّ إلى الإسلام بصلة، وتستباح به كبائر الإثم .. والأمثلة على ذلك كثيرة حاضرة، لا تخفى على أيّ معايش للواقع، مكتوٍ بمآسيه ومواجعه ..
والسبب في نظري القاصر واجتهادي يعود إلى نوعين من البلاء، ابتليت بهما الساحة الشرعيّة والدعويّة:
ـ الأوّل: غياب الضوابط الشرعيّة المنهجيّة أو ضعفها، وهي التي يتوخّى منها أن تضبط الاجتهاد الشرعيّ، أو الدعويّ بقواعد الشرع وأصوله .. ويدخل في ذلك تصدّي من ليس مؤهّلاً للقول في دين الله للفتوى، والقول فيما لا يحسن.
ـ والسبب الثاني: تلبيس الشيطان على بعض الدعاة وطلبة العلم، واختلاط الدوافع النفسيّة، وعلل النفس ورعوناتها بدافع الانتصار للحقّ، والغيرة على حرمات دين الله، والانتصار له، والغضب لله ..
وهذا السبب أخطر من الأوّل وأدهى، لأنّه نفس يّ خفيّ، لا يمكن لأحد أن يتّهم به أحداً مهما رأى من مؤشّراته الظاهرة، وقرائنه المعبّرة، لأنّنا نقع بذلك فيما نحذّر منه، من اتّهام النيّات والمقاصد، والتشكيك بالدوافع .. ومكر الشيطان لا يكتشفه إلاّ من كان من أهل البصيرة، والرسوخ في دين الله، وقد روي عن الحسن بن صالح رحمه الله أنّه قال: " إنّ الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين باباً من الخير يريد بها باباً من الشرّ ".
وهذا لا يمنع من التنبيه عليه على وجه العموم والتحذير من خطره، وهو يحتاج إلى بصيرة إيمانيّة ناقدة، ومحاسبة للنفس صادقة، تكشف للإنسان بصدق وشفافية عن أدواء نفسه، وحقيقة دوافعه ومواقفه ..
وربّما كان للعالم الربّانيّ الناصح الذي تجتمع عليه القلوب قبل العقول، وتطمئنّ إلى نصحه وإرشاده، وحكمته وتوجيهه .. ربّما كان لمثل هذا العالم القول الفصل، والتنبيه المؤثّر، الذي تستجيب له النفوس وتطمئنّ .. كما كان عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمّد بن عثيمين عليهم من الله الرحمة والرضوان ..
وعندما افتقدت الساحة العلميّة والدعويّة هذين العلمين أصبح الدعاة بعدهم وطلبة العلم أشبه بالأيتام الضائعين .. الذين لا يضمّهم عقد، ولا تجمع قلوبهم رابطة .. وهذا واقع لا يماري به فيما أحسب أحد من الدعاة وطلبة العلم ..
فعجّت الساحة العلميّة والدعويّة باجتهادات متنوّعة، وأخرى متضاربة، ممّن يملك مؤهّلاتها، ومن لا يملك، وحمل بعضهم على كلّ ما جدّ، لأنّه يخالف ما كان عليه وألفه، وتجرّأ آخرون على الاجتهاد لمواجهة المستجدّات التي تفرض عليهم الحركة والمبادرة، ورأوا أنفسهم أهلاً لذلك .. وتفرّق الصفّ الواحد، والقلوب المجتمعة، التي كانت وراء إمامها على ما يشبه القلب الواحد ..
فهل من سبيل لتدارك هذا الخلل، وعلاج هذا الأمر الجلل.؟ إنّ السبيل إلى ذلك في تقديري أن يتّفق الدعاة وطلبة العلم على ضوابط شرعيّة تربويّة، وأخرى منهجيّة، تجمع قلوبهم، وتحفظ مسيرتهم من التفرّق والاختلاف، وتكون أمراً يحتكم له، ويرجع إليه ..
ولقد سرّني ما كتب الأخ الفاضل الشيخ محمّد بن موسى الشريف في مقاله المنشور في موقع لجينيّات: " يا مشايخ المملكة اجتمعوا على كلمة سواء .. "، وبقدر ما سرّني حديثه الغيور الصادق، فقد آلمني ذلك المضمون الذي يتحدّث عن الواقع المؤلم، الذي آل إليه حال الساحة الدعويّة في هذه البلاد المباركة مما لا يخفى على أحد ..
وكنت أتمنّى من فضيلته أن ينتقل من هذ االتوصيف للواقع إلى تقديم التصوّر الصحيح للكلمة السواء التي يدعو المشايخ إليها .. وكأنّه بأدبه الجمّ رعاه الله أراد أن يترك الكلمة الأولى للعلماء، ولا يتقدّم بين أيديهم برأي ..
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست