responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1145
من علامات السعادة والشقاوة
ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 02 - 2011, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام ابن القيِّم -رحمهُ اللهُ-:
(الله -سبحانه- إذا أراد بعبدِه خيرًا أنساهُ رُؤيةَ طاعاته، ورفعها مِن قلبِه ولسانه.
فإذا ابتُلي بالذَّنب جعلهُ نُصبَ عينيْه، ونسي طاعاتِه، وجعل همَّه -كلَّه- بذنبِه.
فلا يَزال ذنبُه أمامَه -إن قام، أو قعدَ، أو غدا، أو راحَ-؛ فيكونُ هذا عَينُ الرَّحمةِ في حقِّه.
كما قال بعضُ السَّلف: «إن العبدَ ليَعملُ الذَّنبَ فيَدخُل به الجنَّة، ويعمل الحسنةَ فيدخل بها النَّار. قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعملُ الخطيئةَ فلا تَزالُ نُصب عينيْه كلَّما ذكَرَها بَكى، وندِمَ، وتاب»، واستغفر، وتضرَّع، وأناب إلى الله، وذلَّ له وانكسر، وعمِل لها أعمالًا؛ فتكون سببَ الرَّحمةِ في حقِّه.
ويعمل الحسنةَ؛ فلا تَزالُ نُصبَ عينَيْه؛ يَمُنُّ بها، ويَراها، ويعتدُّها على ربِّه، وعلى الخَلْق، ويتكبَّر بها، ويتعجَّب مِن النَّاس كيف لا يُعظِّمونَه ويُكرِمونَه ويُجلُّونه عليها!!
فلا تزالُ هذه الأمور به؛ حتَّى تَقوى عليه آثارُها؛ فتُدخله النَّار.
فعلامةُ السَّعادةِ: أن تكونَ حسناتُ العبدِ خلفَ ظهرِه، وسيِّئاتُه نُصبَ عينَيْه.
وعلامةُ الشَّقاوة: أن يجعلَ حسناتِه نُصبَ عَينيه، وسيِّئاتِه خلفَ ظهرِه.
والله المستعان).
[«مفتاح دار السَّعادة»، (2/ 294 - 295)، بتحقيق: الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-].

ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 02 - 2011, 02:48 م]ـ
وقال -رحمه الله-:
(مِن علامات السَّعادةِ والفلاح: أن العبدَ كُلَّما زِيدَ في عِلمِه؛ زيدَ في تواضُعه ورحمته، وكلَّما زيدَ في عمَلِه؛ زِيد في خَوفِه وحذرِه، وكلَّما زِيد في عُمُره؛ نقصَ من حِرصِه، وكلَّما زِيد في مالِه؛ زِيد في سخائِه وبَذلِه، وكلَّما زِيد في قَدْره وجاهِه؛ زِيد في قُربِه من النَّاس وقضاءِ حوائِجهم والتَّواضع لهم.
وعلاماتُ الشَّقاوة: أنَّه كلَّما زِيد في عِلمه؛ زِيد في كِبْره وتِيهِه، وكلَّما زِيد في عَمَله؛ زِيد في فَخرِه واحتِقاره للنَّاس وحُسن ظنِّه بنفسِه، وكلَّما زِيد في عُمُره؛ زِيد في حِرصِه، وكلَّما زِيد في مالِه؛ زِيد في بُخلِه وإمساكِه، وكلَّما زِيد في قَدْره وجاهِه؛ زِيد في كِبره وتيهِه.
وهذه الأمور ابتلاءٌ من الله، وامتِحانٌ يَبتلي بها عبادَه، فيَسعَدُ بها أقوامٌ، ويَشقى بها أقوامٌ).
[«فوائد الفوائد»، (403)].

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست