responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1142
(واخفض جناحك للمؤمنين)
ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 02 - 2011, 10:14 ص]ـ
البسملة1

قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسير قولِه -تعالَى-: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء 215]:
(بِلين جانبك، ولُطفِ خِطابكَ لهُم، وتَوَدُّدِك، وتَحبُّبِك إليهم، وحُسْنِ خُلقِك والإحسانِ التام بهم.
وقد فعل -صلَّى اللهُ عليه وسلم-، ذلك كما قال -تعالى-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}؛ فهذه أخلاقُه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أكملُ الأخلاق، التي يَحصُل به مِن المصالِح العظيمة، ودفْعِ المضارّ، ما هو مُشاهَد.
فهل يليقُ بمؤمن بالله ورسوله، ويدَّعي اتِّبَاعَه والاقتداءَ به، أن يكونَ كَلًّا على المسلمين، شرِسَ الأخلاقِ، شديدَ الشكِيمةِ، غليظَ القلبِ، فظَّ القوْل، فظيعَهُ؟!! وإن رأى منهم معصيةً، أو سوءَ أدب؛ هجَرَهم، ومقَتَهُم، وأبْغضَهُم، لا لِينَ عندَه، ولا أدبَ لديه، ولا توفيق!!
قد حصل مِن هذه المعاملة، مِن المفاسد، وتعطيلِ المصالح ما حصل.
ومع ذلك تجدْه محْتَقِرًا، لمَنِ اتَّصَف بصفاتِ الرسول الكريم، وقد رمَاه بالنفاقِ والمداهنة، وذكر نفسَه ورَفعَها، وأعْجِبَ بعمَلِه. فهل يُعَدُّ هذا إلا مِن جهْلِه، وتزيينِ الشيطان، وخدعِه له؟!!
ولهذا قال الله لرسوله: {فَإِنْ عَصَوْكَ}: في أمْرٍ مِن الأمور، فلا تتبرأ منهم، ولا تتركْ معاملتَهم بِخفضِ الجناح ولين الجانب، بل تبرأ من عملِهم، فعظْهُم عليه، وانْصَحْهم، وابذل قدرتَك في ردِّهم عنه، وتوبتِهم منه.
وهذا الدفع، احترازُ وَهْمِ مَنْ يَتَوَهَّم، أن قولَه: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: يقتضي الرضاء بجميع ما يصدُر منهم ما داموا مؤمنين، فدَفَع هذا، والله أعلم).

وقال -رحمهُ الله- في تفسير قولِه -تعالى-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران 159]:
(أي: برحمةِ اللهِ لكَ ولأصحابكَ مَنَّ اللهُ عليكَ أن ألَنْتَ لهم جانبَك، وخفضتَ لهم جناحَك وترققت عليهم وحسنت لهم خلقك؛ فاجتمعوا عليك وأحبوك وامتثلوا أمرك.
{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا}؛ أي: سيئ الخلق، {غَلِيظَ الْقَلْبِ}؛ أي: قاسِيَهُ؛ {لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}؛ لأن هذا يُنَفِّرُهُم ويُبَغِّضُهُم لِمَن قامَ به هذا الخلُقُ السيئ.
فالأخلاق الحسنة من الرئيسِ في الدنيا تجذبُ الناسَ إلى دين الله وتُرَغِّبُهُم فيه مَع ما لِصاحِبه مِن المدحِ والثوابِ الخاص، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تُنَفِّرُ الناسَ عن الدين، وتُبَغِّضُهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص.
فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول فكيف بغيره؟!
أليس من أوجب الواجبات وأهمِّ المهمات الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما كان يعامِلُهُم به -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مِن اللين، وحُسن الخلق، والتأليف؛ امتثالا لأمْر الله، وجذبا لِعباد الله لدين الله؟!
ثم أمرَه تعالى بأن يعفوَ عنهم ما صَدَر منهم مِن التقصير في حقه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ويستغفر لهم في التقصير في حقِّ الله؛ فيجمعُ بين العفو والإحسانِ).

وقال -رحمهُ اللهُ- في تفسير قولِه -تعالى-: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة 128]:
(يمتن -تعالَى- على عباده المؤمنين بما بعث فيهم النبي الأمي الذي من أنفسهم، يعرفون حاله، ويتمكنون من الأخذ عنه، ولا يأنفون عن الانقياد له، وهو -صلَّى اللهُ عليه وسلم- في غاية النصح لهم، والسعي في مصالحهم.
{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}؛ أي: يشق عليه الأمر، الذي يشق عليكم ويعنتكم.
{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ}؛ فيحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشر، ويسعى جهده في تنفيركم عنه.
{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}؛ أي: شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم. ولهذا كان حقه مقدما على سائر حقوق الخلق، وواجب على الأمة الإيمان به، وتعظيمه، وتوقيره، وتعزيره) اهـ.

ـ[طويلب لغة]ــــــــ[23 - 12 - 2011, 02:42 م]ـ
قد نطبق جميع اخلاقه إلا انا فينا غلظة وفضضاضة وجفاء ثم نستدل بفعل أو قول غيره عليه الصلاة والسلام
ونتقدم بين يدي الله ورسوله بأهواء الرجال
ونلبسها لباس الولاء والبراء أين نحن من هذه السيرة العطرة، إنه الهوى.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست