responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1119
ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ) ([4] (http://www.gawthany.com/vb/#_ftn4)).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}.
فمَنْ أحسن فقد أحسن لنفسه ومن أساء فعليها، قال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)، وقد سُئل بشر بن الحارث ما كان بدء أمرك لأنَّ اسمَك بين الناس كأنه اسمُ نبي؟ قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم، كنت رجلاً عياراً صاحب عصبة فجزت يوماً فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم، فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس، فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأنَّ قائلاً يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعتَ اسمَنا عن الطريق وطيَّبته لأطيبنَّ اسمَك في الدُّنيا والآخرة، ثم كان ما كان ([5] (http://www.gawthany.com/vb/#_ftn5)).
وقد جاء النهي عن سب الكثير من المخلوقات، فكيف بالخالق جلَّ وعلا، مثل نهيه صلى الله عليه وسلم عن سب الريح إذ قال: (لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَمِنْ شَرِّ مَا فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا أُمِرَتْ أُرْسِلَتَ بِهِ.) ([6] (http://www.gawthany.com/vb/#_ftn6)).
ونهى صلى الله عليه وسلم عن سب الديك فقال: (لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلاَةِ) ([7] (http://www.gawthany.com/vb/#_ftn7)).
وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَامْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ). قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّى أَرَاهَا الآنَ تَمْشِى فِى النَّاسِ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ ([8] (http://www.gawthany.com/vb/#_ftn8)).
وإذا كان رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم والجهر له بالقول محبط للعمل، فكيف بسب الدِّين أو الله عز وجل.
قد يتعلَّل الكثير ممن يتفوَّه بذلك بأنَّه يفقد أعصابه ولا يضبط نفسه عند الغضب، ويقال لهؤلاء: لماذا تتحفظون أشدَّ التحفظ وتحتاطون كلَّ الحيطة من التكلُّم على مَنْ أنتم تحت سلطته في الدنيا من ملك أو رئيس وهل قمتم بسب هؤلاء على مرأى ومسمع منهم حتى في حالات الغضب؟ فكيف استطعتم أن تضبطوا أنفسكم في هذه الحالة؟ ولم تستطيعوا ضبطها فيما هو أشد منها؟ أم أنكم تخشون الناس أشد خشية من ربكم؟
إن انعدام التربية أو ضعفها هو سبب رئيسي لهذا الفساد والانحطاط السلوكي، فمن كان في بيئة منحطة دينياً أو أخلاقياً ولم يجد من يوجهه التوجيه الصحيح فغالباً ما يكون سلوكُه سلوكَ مَنْ عاش معهم كما قال القائل:
وَمَا أَنَا إِلا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ ..... غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشَدِ

فالإنسان غالباً ابن بيئته إلا من رحمه الله وتداركه بلطفه.
ومن أهم الحلول التي أراها للحد من هذه الظاهرة:
1 - تعظيم الله في قلوب الناس وذلك يكون بالتربية على حبِّ الله عز وجل وتعظيمه والتخويف من عقابه؛ لأنَّه إذا ثبت تعظيم الله في قلب العبد أورثه الحياء من الله والهيبة له، فغلب على قلبه ذكر اطلاع الله العظيم ونظره بعظمته وجلاله إلى ما في قلبه وجوارحه وذكر المقام غداً بين يديه وسؤاله إياه عن جميع أعماله وذكر دوام إحسانه إليه وقلة الشكر منه لربه فإذا غلب ذكر هذه الأمور على قلبه غلب عليه الحياء من الله فاستحى من ذلك.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست