نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1112
فيا من زلت قدمه بظلم أخيه المسلم فى الدنيا بادر إليه واطلب منه أن يسامحك وتحلل من مظلمتك فى الدنيا قبل أن لا يكون دنيار ولا درهم وإنما يكون التعامل هناك والعملة الصعبة فى يوم القيامة هى الحسنات والسيئات أتدرى لماذا؟ ...... لأننا سنكون حفاة عراة لانملك شيئاً (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (89) الشعراء.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه جابر بن عبد الله رضى الله عنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ أَوِ النَّاسَ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا» قَالَ النَّاسُ: فَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: «لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يُسْمَعُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا يُسْمَعُ مِنْ قُرْبٍ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عِنْدَهُ مُظْلِمَةٌ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ مُظْلِمَةٌ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ»، قُلْتُ: وَكَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا؟، قَالَ: «بِالْحَسَنَاتِ وَبِالسَّيِّئَاتِ». فهذا الهدى الشريف يصور مشهدا عظيما من مشاهد يوم القيامة وهو مشهد القصاص بين الخلائق مما يجعل المسلم يخاف الوقوع فى الظلم لذللك يقول النبى صلى الله عليه وسلم «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ».
وها هو سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يحذرون الأمة الإسلامية من الوقوع فى هذه الرذيلة الوخيمة.
فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه «يُؤْخَذُ بِيَدِ الْعَبْدِ وَالْأَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْصَبَانِ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ هَذَا فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ، فَمَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ، فَتَفْرَحُ الْمَرْأَةُ أَنْ يَدُورَ لَهَا عَلَى زَوْجِهَا الْحَقُّ، أَوْ عَلَى ابْنِهَا، أَوْ عَلَى أُخْتِهَا»، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، " فَيَقُولُ الرَّبُّ لِلْعَبْدِ: ائْتِ هَؤُلَاءِ حُقُوقَهُمْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، مِنْ أَيْنَ آتِيهِمْ حُقُوقَهُمْ؟ فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ فَأَعْطُوا كُلَّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ طِلْبَتِهِ، فَإِنْ يَكُنْ كَانَ وَلِيًّا لِلَّهِ فَضَلَتْ لَهُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ يُضَاعِفُهُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ "، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] " وَإِنْ كَانَ عَبْدًا شَقِيًّا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبَّنَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، وَبَقِيَ طَالِبُونَ كَثِيرٌ، فَيَقُولُ: خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِمُ السَّيِّئَةِ فَأَضِيفُوهَا إِلَى عَمَلِهِ السَّيِّئِ، ثُمَّ صُكُّوا بِهِ إِلَى النَّارِ صَكًّا ".
وقال سعيد بن المسيب «لَا تَمْلَأُوا أَعْيُنَكُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ وَأَعْوَانِهِمْ إِلَّا بِالْإِنْكَارِ مِنْ قُلُوبِكُمْ لِكَيْ، لَا تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمُ الصَّالِحَةُ».
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ... فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
وقال أحد السلف: ذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند المقدرة قدرة الله عليك، ولا يعجبك امرؤ رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لا يموت.
وحبس الرشيد أبا العتاهية الشاعر فكتب إليه من السجن هذين البيتين
أخى المسلم إن كنت قد ظلمت فبادر بالتوبة بادر برد المظالم إلى أهلها فإن عقوبة الظلم وخيمة وإياكم والظلم فهو ظلمات يوم القيامة ظلمات فى ظلمات إذا أخرج الظالم يده لم يكد يراها بل تأمل عذاب الظالمين بشىء من التفصيل فى سورة إبراهيم (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ) (44) ثم يقول (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) (50). لقد سماهم الله مجرمين وهل بعد الظلم إجرام؟!
وفى الأخر أخى المسلم إحذر دعوة المظلوم لان النبى صلى الله عليه وسلم قد حذرنا وخوفنا من دعوة المظلوم فقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه محدث هذه الأمة أبو هريرة رضى الله عنه " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ، حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، يَرْفَعُهَا اللَّهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ: بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ "
فكثير من الناس يستهينون بالمظلوم وينسون يوما يأخذ فيه الله من المظلوم للظالم.
ولذلك يقول سيدنا أبوالدرداء رضى الله عنه إياك ودمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسرى بالليل والناس نيام.
ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذا رضى الله عنه إلى اليمن قال «إِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ».
واهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحذير من الظلم ودعوة المظلوم جعلت الخلفاء الرشدين والصحابة الأكرمين يحذرون أتباعهم من الظلم.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1112