responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1110
لماذا الظلم إذاً؟!
ـ[عزت لبيب]ــــــــ[22 - 03 - 2011, 02:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد

فروىالإمام مسلم فى صحيحه من حديث جابر بن عبدالله رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم»

أيها الأحبة

ولو تأملنا وتدبرنا هذه الوصية لوجدناها على صغر حجمها وقلة كلامها تحمل معانى سامية وبلاغة عالية فقد بدأها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بأسلوب من أشد الأساليب فى التحذير بدأها بقوله "اتقوا" أي احذروا وابتعدوا واجعلوا بينكم وبين هذا الخلق الرذيل سترا ووقاية.

إياكم والظلم أيها الأحبة

فما الظلم ....... ؟
الظلم هو وضع الشىء فى غير موضعه والظلم هو الميل عن القصد والعرب تقول الزم الصواب ولا تظلم عنه أى لا تجر عنه.
ولقد قسم بعض أهل العلم الظلم إلى أقسام متعددة منها:
1ـ الظلم بين الإنسان وبين الله تعالى: وأعظمه الكفر والشرك والنفاق ولذلك قال الله عز وجل (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) 13لقمان.
2ـ ظلم بينه وبين الناس: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (42) الشورى
3ـ ظلم بينه وبين نفسه: كما فى قوله جل شأنه (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) 32فاطر. وأقبح هذه الأنواع الثلاثة وأعظمها إثما عند الله تعالى الشرك بالله أى النوع الأول وهو الظلم بين الإنسان وبين الله عز وجل لإن الشرك بالله من أكبر الكبائر وأعظمها عندالله يقول المولى جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) (48) النساء وقال أيضا (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) (116) النساء. بل هذا النوع من الشرك خطير لأن صاحبه يظلم نفسه ويظلم ربه الذى خلقه فسواه وسخر له ما فى السموات والأرض.
ولقد وردت آيات كثيرة فى كتاب الله تبارك وتعالى تحذر من الظلم وتوضح عاقبته الوخيمة لأنه فى الدنيا بلاء كبير وشر مستطير وفى الأخرة خزى وندامة قال الله جل وعلا (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (42) إبراهيم
لو علم الظالم أن الله مطلع عليه ما ظلم ولكنه غفل عن مولاه وسوف يقتص منه ما ظلم وما فكر فى ظلم أحد من العباد.
ولما كان للظلم هذه العاقبة الوخيمة حذر الله تعالى من الركون إلى الظالمين فقال سبحانه (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (113) هود. أى لا تميلوا كل الميل فى المحبة ولين الكلام والمودة وقيل معناها لا ترضوا بأعمالهم.

وقال سبحانه يحذر من عاقبته يوم القيامة (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (52) غافر
فعذرهم يوم القيامة غير مقبول وفديتهم غير مقبولة ولو كان ما فى الأرض جميعا قال سبحانه (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) (47) الزمر.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست