نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1039
{وما كان الله ليضيع إيمانكم}
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 06 - 2011, 03:21 م]ـ
البسملة1
قولُه -تَعالَى-: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيْمَانَكُمْ}:
فسَّرها كثيرٌ من السَّلف بمَن ماتُوا -قبل أن تُحوَّل القِبلة إلى الكعبة- من المسلمين، وأنَّه أشكلَ أمرُهم على المسلمين؛ فأخبرهُم اللهُ -تعالَى- أنَّهم في ذلك الوقتِ قد عمِلوا بمُقتضَى الإيمان، وهو طاعةُ الله في كل وقتٍ وحالٍ بما يتعلَّق بذلك الوقتِ والحال.
فيؤخذُ من هذا: أن مَن كان على قولٍ، أو رأيٍ ضعيف، وقد عمِل به مجتهِدًا مُتأوِّلًا، أو فعلَه مُدَّةً طويلةً أو قصيرةً، ثمَّ تبيَّن له صحَّة القول الذي يُنافيهِ، وانتقل إلى الثاني؛ أن عملهُ الأوَّل مُثابٌ عليه، وهو مُطيع لله فيه؛ لكونِ ذلك القول هو الذي وصل إليه اجتِهادُه، أو تقليدُه لغيره، وهو لم يَزل حريصًا على الصَّواب، راغبًا فيما يُحبُّه الله ورسوله؛ فمَن كانت هذه حالُه؛ فالله أكرمُ مِن أن يُضيعَ إيمانَه، وما عمِل بذلك الإيمان مِن خيرٍ -أصاب فيه أو أخطأ-؛ فإن اللهَ بالنَّاس رؤوفٌ رحيم.
[(الفتاوى السعدية) للإمام السَّعدي -رحمهُ الله-، ص50].
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1039