responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1032
ـ[أم محمد]ــــــــ[28 - 06 - 2011, 01:13 ص]ـ
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

(أجمع السلف الصالح على أن اتخاذ موسم غير المواسم الشَّرعية من البدعِ المحدَثة التي نهى عنعها -صلى اللهُ عليه وسلم- بِقوله: " إيَّاكم ومحدَثات الأمور؛ فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة "، وبِقوله -صلى اللهُ عليه وسلم-: " مَن أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ "، وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: " من عمل عملًا ليس عليه أمرُنا؛ فهو ردٌّ ".

فالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة محدَثةٌ لم يفعلها الصحابةُ والتابِعون ومن تبعهم من السلف الصالح، وهم أحرصُ الناس على الخير والعمل الصالح.

قال ابن قيم الجَوزية: (قال شيخُ الإسلام ابن تيميةَ -رحمه الله-: ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنْ جعل لِليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابةُ والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا: لا يعرف أي ليلةٍ كانت).

وإن كان الإسراء من أعظم فضائله -صلى اللهُ عليه وسلم- ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك الزمان، ولا ذلك المكان بعبادةٍ شرعيَّة؛ بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي، وكان يتحرَّاه قبل النبوة؛ لم يقصده هو ولا أحد من الصحابة بعد النبوة مدةَ مقامِه بمكة، ولا خصَّ اليوم الذي أنزل فيه الوحي بعبادةٍ ولا غيرها، ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا الزمان بشيء.

ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعباداتٍ لأجل هذا وأمثاله؛ كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد، ويم التعميد، وغير ذلك من أحواله.

وقد رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة يتبادرون مكانًا يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا: مكان صلى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أتُريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاةُ فليُصلِّ؛ وإلا فلْيمضِ. اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية؛ كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يُقال أنها ليلة المَولد، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعةٍ من رجب، أو ثامن شوال الذي يُسمِّيه الجُهال عيد الأبرار؛ فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها، والله -سبحانهُ وتعالى- أعلم).

وقال ابن الحاج: (ومن البدع التي أحدثوها فيه -أعني في شهر رجبٍ-: ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج) اهـ.

ثم ذكر كثيرًا من البدع التي أحدثوها في تلك الليلة من الاجتماع في المساجد، والاختلاط بين النساء والرجال، وزيادة وقود القناديل فيه، والخلط بين قراءة القرآن وقراءة الأشعار بألحان مختلفة، وذكر الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ضمن المواسم التي نسبوها إلى الشرع وليست منه)). [المرجع السابق: (274 - 176)]

ـ[أم محمد]ــــــــ[28 - 06 - 2011, 02:48 ص]ـ
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- في ردِّه على دعوة وُجهتْ لرابطة العالم الإسلامي لحضور أحد الاحتفالات بِذكرى الإسراء والمعراج، بعد أن سُئل عن ذلك:
(هذا ليس بمشروع؛ لدلالة الكتاب والسنة والاستصحاب والعقل:
أما الكتاب:
فقد قال -تعالى-: {اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نِعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دِينًا}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}.
والرد إلى الله هو الردُّ إلى كتابِه، والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياتِه، وإلى سُنَّته بعد موته.
وقال -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال -تعَالى-: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وأما السُّنة:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1032
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست