responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1030
التفاهم مع الشريك حول منهج التربية وأسلوبها، وتوزّع المواقف فيها ضرورة لا بدّ منها .. وإلاّ .. فالإخفاق وسوء النتائج حظّ الجميع .. وأكثر ما نرى من نماذج الإخفاق التربويّ مردّه إلى تناقض الوالدين في أساليبهما، فكان الأولاد هم الضحيّةَ الظاهرة .. عدا عمّا يورّث هذا التناقض من ضعف الاحترام للوالدين كليهما، والتمرّد عليهما ..

عاطفة الأبوّة والأمومة سلاح فعّال قلّما ينتبه إليه الآباء والأمّهات .. ومن انتبه إليه قد لا يحسن استعماله .. فأكثر الأمّهات خاصّة يمنحن العواطف لأولادهنّ بغير حساب، ممّا يجنح بهم نحو الشطط وعدم البرّ، كما أنّ كثيراً من الآباء من تضمر عاطفة الأبوّة في علاقته بأولاده، وكأنّها مفقودة من شخصيّته واعتباره، ممّا يورث الجفاء والقطيعة النفسيّة بينهم وبين أولادهم .. مع أنّ العاطفة السويّة المتّزنة للأبوّة والأمومة نعمة من الهت، ليتمكّن الوالدان من القيام بمسؤوليّة الرعاية على خير وجه، وهذا ما يتطلب أن تكون بأحسن أحوالها، وتوضع مواضعها سلباً أو إيجاباً ..

التربية سلوك تفاعليّ، يقوم على التلقّي والاستجابة، أو ردّة الفعل التي تحتاج إلى الملاحظة والتقويم .. فما نتّخذه من الأساليب اجتهاد قد يجانبه الصواب، وقد يأتي بعكس ما نتوقّع ونريد، فكان لابدّ من ملاحظة ردّة فعل المتلقّي، وقياس مدى تفاعله واستجابته ..

الشفافيّة في العلاقة، واتّخاذ الرسائل غير المباشرة .. وخيرها " السلوك القدوة " .. والشفافيّة في العلاقة تفرض شفافيّة الطرف الآخر، فهي لا تثمر إلاّ في مثل هذا المناخ، ومن منّا لا يريد أن يعامل بشفافيّة.؟ والسلوك القدوة يختصر كثيراً من المراحل، ويغني عن كثير من الكلام .. ولكنّه يحتاج إلى الصبر وطول النفس ..

ألوّح بالحزم وأتقن رسائله .. ولا ألجأ إليه إلاّ لضرورة .. فلابدّ للنفس من الترغيب والترهيب، والحزم واللين، ووضع كلّ أمر موضعه، ومن أمن العقوبة أساء الأدب، ولابدّ من الإشارة إلى أنّ الحزم النفسيّ المعنويّ أهمّ وأجدى من الحزم الحسّيّ ..

التقويم المستمرّ، والمراجعة الدائمة للمنهج والأساليب، وتلك من المرونة التي ينبغي أن يتحلّى بها المربّي .. والتقويم المستمرّ للمنهج والأساليب يكفل للمربّي الإيجابيّةَ والفاعليّة، وأن يطوّر نفسه، ويبدعَ في عمله، ولا يبقى مرتهناً لما اعتاد عليه من أساليب قد تكون فقدت مفعولها، وتجاوزها الزمن ..

إذا أردنا النجاح والتميّز، فعلينا أن نرتقي بأنفسنا وأساليبنا، علماً وفكراً، وسلوكاً وعملاً .. فلا يكفي التقويم المستمرّ، وتطوير النفس، بل لابدّ من الرقيّ النفسيّ والسلوكيّ، وأن يكون المُربّي قادراً على العطاء المتجدّد، ولا يقف عطاؤه عند مرحلة لا يتجاوزها ..

المرونة في التعامل مع المتغيّرات، والتكيّف معها بما لا يخلّ بالثوابت، ويتجاوز الحدود .. والناس بين الثوابت والمتغيّرات على مواقف شتّى؛ من الإفراط أو التفريط، والجمود أو التسيّب، والاعتدال أو الجموح، وقلّ من أوتي فقهاً أصيلاً، ووقف موقفاً عدلاً متّزناً، بعيداً عن الأهواء الجامحة، والأوهام الخادعة ..

وأخيراً: لا بدّ من فهم عواصف المتغيّرات التي نعيشها، والتي لم تكد تهدأ منها عاتية حتّى تأتيَ أخواتها، ونُبتلى بما هو أشدّ منها .. ولكلّ عاتية صرعى وقتلى، وانتهاك لثغور وحرمات، ودوّامة من المآسي والأزمات .. والله المستعان، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ..

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1030
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست