نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 102
أفضل العبادات
ـ[أحمد فاقي النعيمي]ــــــــ[29 - 12 - 2013, 11:31 ص]ـ
أفضل العبادات العمل على مرضاة الله في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت!
من أحسن من فصَّل في هذه المسألة الإمام ابن القيم – يرحمه الله – *في كتابه (مدارج السالكين)، وذلك لما تكلم على أفضل العبادة وأنفعها؛ فأتى بكلام عظيم نفيس.
قال – يرحمه الله –:
" ثم أهل مقام إياك نعبد لهم في أفضل العبادة وأنفعها، وأحقها بالإيثار والتخصيص أربع طرق؛ فهم في ذلك أربعة أصناف".
_ ثم شرع في ذكر تلك الأصناف فقال – يرحمه الله –:
" الصنف الأول: عندهم أنفع العبادات، وأفضلها أشقها على النفوس، وأصعبها.
قالوا – يرحمه الله –:
لأنه أبعد الأشياء عن هواها، وهو حقيقة التعبد ".
_ ثم شرع في بسط حججهم، ثم انتقل إلى الصنف الثاني فقال:
" الصنف الثاني:
قالوا: أفضل العبادات التجرد، والزهد في الدنيا، والتقلل منها غاية الإمكان، واطِّراح الاهتمام بها، وعدم الاكتراث بكل ما هو منها ".
_ ثم شرع في شرح قولهم، ثم انتقل إلى الصنف الثالث فقال – يرحمه الله –:
" الصنف الثالث:
رأو أن أنفع العبادات ما كان فيه نفع متعدٍّ؛ فرأوه أفضل من ذي النفع القاصر، فرأو خدمة الفقراء، والاشتغال بمصالح الناس، وقضاء حوائجهم، ومساعدتهم بالمال، والجاه، والنفع، فتصدوا له، وعملوا عليه".
_ ثم شرع في شرح رأي أولئك، وانتقل بعد ذلك إلى الصنف الرابع، وبسط القول فيه أكثر مما قبله، وكأنه – رحمه الله تعالى – قد ارتضى ذلك الرأي، فإليك كلامه في ذلك الصنف بتمامه، يقول – رحمه الله وبل بالرحمة ثراه – في المدارج:
" الصنف الرابع قالوا:
• إن أفضل العبادة:
|العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت، ووظيفته|؛ °فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل، وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض كما في حال الأمن.
° والأفضل في وقت حضور الضيف _ مثلاً _ القيام بحقه، والاشتغال به عن الورد المستحب، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل.
°والأفضل في وقت استرشاد الطالب، وتعليم الجاهل:
الإقبال على تعليمه، والاشتغال به.
° والأفضل في أوقات الأذان:
ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن.
° والأفضل في أوقات الصلوات الخمس:
الجد، والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع، وإن بَعُد كان أفضل.
° والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال:
الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخَلْوَتك.
°والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعيةُ القلب، والهمةِ على تدبره وتفهمه، حتى كأن الله _ تعالى _ يخاطبك به؛ فتجمع قلبك على فهمه وتدبره، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك.
°والأفضل في وقت الوقوف بعرفة:
الاجتهاد في التضرع، والدعاء، والذكر دون الصوم المُضعفِ عن ذلك.
° والأفضل في أيام عشر ذي الحجة:
الإكثار من التعبد، لاسيما التكبير والتهليل والتحميد؛ فهو أفضل من الجهاد غير المتعين.
°والأفضل في العشر الأخير من رمضان:
لزوم المسجد فيه، والخلوة، والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلمَ، وإقرائهم القرآنَ عند كثير من العلماء.
°والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم، أو موته:
عيادته، وحضور جنازته، وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجَمْعِيَّتِكَ.
°والأفضل في وقت نزول النوازل، وأذاة الناس لك:
أداءُ واجبِ الصبر مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس؛ ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم، ولا يؤذونه.
°والأفضل خُلْطَتُهم في الخير؛ فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر؛ فهو أفضل من خلطتهم فيه.
فإن عَلِم أنه إذا خالطهم أزاله أو قَلَّله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
°فالأفضل في كل وقت وحال: إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت، ووظيفته، ومقتضاه.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 102