responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 869
ب- (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَلَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَوَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةًفَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ وَلَقَدِاسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّاكَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ).
قوله تعالى: (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) الآية. في المراد بالإنسان قولان:
أحدهما: أنه النوع، وذلك أنهم كانوا يستعجلون العذاب (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ). (والمعنى أن ينتبه من العجلة وعليها طبع كماقال: (وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً) [الإسراء: 11]. فإن قيل: مقدمة الكلام لا بدوأن تكون مناسبة للكلام وكون الإنسان مخلوقاً من العجل يناسب كونه معذوراً فيه، فلمرتب على هذه المقدمة قوله: (فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ)؟ فالجواب أنه تعالى نبه بهذاعلى أن ترك الاستعجال حالة مرغوب فيها.
القول الثاني: أنالمراد بالإنسان شخص معين، فقال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت هذه الآية في النضربن الحرث. وقال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والسدي والكلبي ومقاتل والضحاك: المرادآدم عليه السلام. وروى ابن جريج وليث بن أبي سليم قال: خلق آدم بعد كل شيء من آخرنهار يوم الجمعة، فلما دخل الروح رأسه ولم يبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى ثمارالجنة فوقع فقيل: (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ). والقول الأول أولى؛ لأن الغرضذم القوم، وذلك لا يحصل إلا إذا حملنا لفظ الإنسان على النوع. قوله: "من عجل" فيهقولان:
أحدهما: أنه من باب القلب، والأصل: خُلِقَ العَجَلُمِنَ الإنْسَانِ لشدة صدوره منه وملازمته له، وإلى هذا ذهب أبو عمرو، ويؤيده قراءةعبد الله: "وَخُلِقَ العَجَلُ مِنَ الإنْسَانِ". والقلب موجود في كلامهم قالالشاعر:
3714 - حَسَرْتُ كَفِّي عَنِ السِّرْبَالِ آخذُهُ
يريد: حسرت السربال عن كفي.
ومثله في الكلام: إذا طلعت الشِّعرى استوى العود على الحِرْبَاء، وقالوا: عرضت الناقة على الحوض، وتقدم منه أمثلة إلا أن بعضهم يخصهبالضرورة وتقدم فيه ثلاثة مذاهب.
والثاني: أنه لا قلبفيه، وفيه ثلاث تأويلات أحسنها أن ذلك على المبالغة.
3 - " تفسير البحر المحيط"لأبي حيان
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ): أي يعذب بالنار، كما يقال: عرض على السيف، إذا قتل به. والعرض: المباشرة، كما تقول: عرضت العود على النار: أيباشرت به النار. وقال الزمخشري: ويجوز أن يراد عرض النار عليهم من قولهم: عرضتالناقة على الحوض، يريدون عرض الحوض عليها، فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس: يجاءبهم إليها فيكشف لهم عنها. انتهى. ولا ينبغي حمل القرآن على القلب؛ إذ الصحيح في القلب أنه مما يضطر إليه في الشعر. وإذا كان المعنى صحيحاً واضحاً مع عدم القلب، فأي ضرورة ندعو إليه؟ وليس في قولهم: عرضت الناقة على الحوض، ولا في تفسير ابن عباسما يدل على القلب؛ لأن عرض الناقة على الحوض، وعرض الحوض على الناقة- كل منهم صحيح؛ إذ العرض أمر نسبي يصح إسناده لكل واحد من الناقةوالحوض.
4 - قرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة

1 - يتوارد على أقلام الكاتبين مثل قولهم: كلفت البناء مالاً كثيراً، أو كلفت الكتاب كذا من المال. والأصل في التكليف أو التكلِفة أن يقال: كلفني البناء كذا، أو كلفني الكتاب كذا، أياقتضى مني كلفة وجهداً من المال أو الوقت أو نحو ذلك. وعلى هذا يعد التعبير بإسنادالتكليف إلى الشخص وإيقاعه على العمل عكساً للمعنى المقصود؛ إذ المراد أن العمل هوالذي يكلف الشخص، لا العكس.
2 - والذي نستظهره من سنة العربية أن هذا الصنيع ليس فيها بدعاً، فهو من ظواهر الاتساع في التصرف، والتجوز في الاستعمال، وقد نوه به البيانيون وفقهاء اللغة، وقيل بأنه كثير في كلامالعرب، بل قيل بجوازه عند أمن اللبس وعدُّوه نوعاً من القلب المكاني.
ومنهم من قسم القلب إلى لفظي ومعنوي، أو قلب في الكلمة وقلب في القصة. فمن القلب اللفظي أو القلب في الكلمة نحو جذب وجبذ، وطمس وطسم. ومنالقلب المعنوي أو القلب في القصة أمثلة من فصح العربية يتناقلها اللغويون. فمنها فيالقرآن قوله تعالى: "ما إنّ مفاتِحَه لتنوءُ بالعصبة أولي القوّة"، وإنما العصبةأولو القوة تنوء بالمفاتيح. ومنها قول الفرزدق: كما كان الزنا فريضة الرجم، أي كماكان الرجم فريضة الزنا. ومنها قول الشاعر: "وتشقى الرماح بالضباطرة الحمر"، أي وتشقى الضباطرة الحمر بالرماح. ومنها قول العرب: عرَض الدابة أو البعير على الحوض، أي عرضها أن تشرب، والمراد عرض الحوض على الدابة أو البعير، ومن الأمثلة قولهم: أدخلت القلنسوة في رأسي، وأدخلت الخاتم في أصبعي، وأدخلت الجورب في رجلي، وأدخلتالقبر الميت، وكل هذا يفسرونه بأنه من المقلوب.
3 - بذلك يتبين أن التعبير العصري المعروض من قَبيل القلب الذي تعددت أمثلته في فصيح كلام العرب، حتى نُصَّ على أنه كثير، وصرح بأنه جائز عند أمن اللبس.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 869
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست