ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[07 - 07 - 2012, 06:59 م]ـ
(الدرس الواحد والأربعون)
المفعول المطلق
قد علمت أن المفعول به هو اسم منصوب وقع عليه فعل الفاعل، وأنه يكون ظاهرا ومضمرا، ومن المنصوبات المفعول المطلق.
والمفعول المطلق هو: اسم منصوب دل على نفس ما فعله الفاعل.
لاحظ معي هذه الأمثلة: (قامَ حسينٌ قياماً- ضربَ زيدٌ عمراً ضرباً- أكرمَ بكرٌ عليَّاً إكراماً- مشى سعيدٌ مَشْيَاً) تجد في آخر الجمل الأسماء المنصوبة التالية (قياماً- ضرباً- إكراماً- مشياً) وكل واحد منها يدل على نفس الفعل الذي فعله الفاعل، فما الذي فعله حسينٌ؟ أليس هو القيام، وما الذي فعله زيدٌ في عمرو؟ أليس هو الضرب، فهذه الأسماء المنصوبة الدالة على فعل الفاعل تسمى بالمفعول المطلق.
والمفعول المطلق- كما رأيتَ- يصاغ من حروف الفعل مثل: قامَ قياماً، ضربَ ضرباً، أكرمَ إكراماً، مشى مَشياً.
نقول في إعراب المثال الأول: قامَ: فعل ماض مبني على الفتح، حسينٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، قياماً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
مثال: قال الله تعالى: (إنَّهُمْ يَكيدونَ كَيداً) وإعرابها: إنَّ: حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إنَّ، والميم حرف دال على الجمع، يكيدونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، كيداً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخر، وجملة يكيدون في محل رفع خبر اسم إنَّ.
وقد يجيء المفعول المطلق موصوفا بصفة تبينه وتشرح نوع الفعل الذي وقع مثل: (ضربَ زيدٌ عمراً ضرباً مُبرحاً- سارَ القطارُ سيراً سريعاً- استقبلَ الناسُ الأميرَ استقبالاً حافلاً- عالجَ الطبيبُ المريضَ علاجاً ناجحاً).
مثال: قال الله تعالى: (فسوفَ يُحاسَبُ حِساباً يسيراً) وإعرابها: سوفَ: حرف استقبال مبني على الفتح، يُحاسَبُ: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، حساباً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، يسيراً: صفة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة في آخره.
ثم إن المفعول المطلق نوعان: الأول: ما يوافق لفظه لفظ فعله. مثل قامَ حسينٌ قياما. وكذا كل ما مضى مِن أمثلة. الثاني: ما لا يوافق لفظه لفظ فعله، وإنما يوافقه في معناه. مثل قامَ زيدٌ وقوفاً، فالوقوف ليس من لفظ القيام وليس فيه نفس حروفه ولكنه بمعناه، ومثل: جلستُ قعوداً، فهذا معنوي، واللفظي هو جلستُ جلوساً، ومثل: أهنتُ العدوَ احتِقاراً، واللفظي هو إهانة.
نقول في إعراب قامَ زيدٌ وقوفاً: قامَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وقوفاً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
فتلخص أن المفعول المطلق هو: اسم منصوب دلّ على نفس ما فعله الفاعل، وهو نوعان: لفظي، ومعنوي.
(الأسئلة)
1 - في ضوء ما تقدم ما هو المفعول المطلق؟
2 - ما هي أنواع المفعول المطلق؟
3 - مثل بمثال مِن عندك لكل نوع من المفعول المطلق؟
(التمارين 1)
استخرج المفعول المطلق فيما يأتي:
(ورتِّل القرآنَ ترتيلاً-وأَقْرَضوا اللهَ قَرْضَاً حَسَنَاً-وتُحِبُّونَ المالَ حُبَّاً جَمَّاً-وكلَّمَ اللهُ موسى تِكليماً-فازَ فوزاً عظيما).
(التمارين 2)
اجعل الأسماء التالية مفعولا مطلقا في جملة مفيدة: (اجتهاد- استغفار- إيمان).