responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 80
يقول ابن يعيش"وجملة الصفة يجب أن تكون خبريةلأن الغرض من الصفةالإيضاح والبيان، بذكرحال ثابتة للموصوف يعرفها المخاطب له، ليست لمشاركه في اسمه، والأمر والنهي والاستفهام ليست بأحوال ثابتة للمذكور يختص بها" يتحدث ابن يعيش هنا عن منزلة المعنى وأهميته بين الصفة والموصوف، فالجملة الاستفهامية مثلا لا تأتلف مع الموصوف ولا تبنى عليه لأنها لا تفيد،ومن أجل هذا تأول النحاة الجملة الاستفهامية وجاءوا بجملة خبريةلأنها مفيدة،ويستشهد النحاة على هذا ببيت الشعر:
حتى إذا جن الظلام واختلط جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط
حيث تأولوا الصفة وهي جملة:هل رأيت .... بجملة خبرية،وقدروها:مقول فيه ذلك .......... أو"لونه لون الذئب" والمعاني منسجمة بين الصفة والموصوف مع الجملة الخبرية، ولكنها ليست متوافقة بينهما إن كانت الجملة استفهامية، ولذلك تم استبدالها بالجملة الخبريةمن أجل الفائدة، وما لم يحسنه الشاعر بسبب الضابط اللفظي حيث أجبر على تعديل اختياره على المحور الرأسي من أجل الضرورة أحسنه النحاة عن طريق التأويل.
رابعا: تمايز صحة النظم التراكيب في مجال الرتبة:

يقول الجرجاني لك أن تقول: ما ضربت زيدا ولا أحدا من الناس
وليس لك أن تقول:ما زيدا ضربت ولا أحدا من الناس
لأنك في الأولى نفيت الضرب عن زيد وغيره، وفي الثانية نفيت أن يكون زيد هو المضروب فلا بد أن يكون غيره قد ضرب،وفي الأولى تسلط النفي على فعل الضرب وفي الثانية تسلط النفي على مضروب مخصوص، والسبب في تمايز التراكيب من حيث صحة النظم هو اختلاف منزلة المعنى بين الكلمات، ويقول الجرجاني: ومما ينبغي أن تعلمه أنه يصح لك أن تقول:ما ضربت زيدا ولكني أكرمته، فتعقب الفعل المنفي بإثبات فعل هو ضده، ولا يصح أن تقول: مازيدا ضربت ولكني أكرمته، وذلك أنك لم ترد أن تقول:لم يكن الفعل هذا ولكن ذاك، ولكنك أردت أنه لم يكن المفعول هذا ولكن ذاك إذن يجب أن تقول: ما زيدا ضربت ولكن عمرا"فاختلاف منزلة المعنى بين الكلمات بواسطة التقديم والتأخير أدت إلى صحة نظم التراكيب أو عدم صحتها. .
خامسا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال التلازم:

يجوز أن نقول: ما أحسن زيدا
ولا يجوز أن نقول: ما أموت زيدا
لأن ما التعجبية تستدعي وتتلاقى مع ما يقبل التفاوت،فلا يبنى عليها ما ليس كذلك.
ويجوز أن نقول:جاء الطالب الذي نجح
ولا يجوز: جاء الطالب الذي
لأن الاسم الموصول يستلزم ما يتمم معناه لأنه مبهم،فهناك تلازم بين الاسم الموصول وصلته التي يحتاج إليها.
ويجوز أن نقول: ضرب زيد عمرا
ولا يجوز أن نقول: ضرب عمرا
بسبب افتقار الفعل للفاعل
ويجوز أن نقول: ظننت زيدا قائما
ولا يجوز:ظننت زيدا درهما
لن الفعل "ظن"يستدعي مفعولين أصلهما المبتدأوالخبر، و"درهما "لا تنبني على "ظن".
ويجوز أن نقول: شرع الولد يدرس
ولا يجوز: شرع الولد أن يدرس
لأن شرع تستدعي فعلا مجردا من أن،لأن شرع تدل على الشروع في الخبر، ودلالة "أن" مستقبلية، فيحصل التنافر بينهما.
سادسا: تمايز صحة نظم التراكيب في إطار المطابقة:

يقول سيبويه: فإن قلت: من ضربت عبد أمك؟ لم يجز، لأنه ليس منها ولا بها، ولا يجوز أن تلفظ بها وأنت تريد العبد"وقوله ليس منها ولا بهاإشارة إلى انتفاء العلاقة المعنوية أو منزلة المعنى بين تاء التأنيث واسم الإشارة المؤنث من جهة وبين العبد من جهة أخرى
ويقول المبرد"أما ضرب جاريتك زيدا،وجاء أمتك،وقام هند فغير جائز،لأن تأنيث هذا تأنيث حقيقي ولو كان من غير الحيوان لصلح وكان جيدا نحو"هدم دارك، وعمر بلدتك، لأنه تأنيث لفظ لا حقيقة تحته.
إذن يجوز أن نقول: هدم دارك
ولا يجوز أن نقول: جاء أمتك
وسبب ذلك هو منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين الكلمات، فالدار ليست مؤنثا حقيقيا ولذلك يجوز تذكير الفعل معها،أما الأمة فهي مؤنث حقيقي لذلك يجب أن تؤنث الفعل معها لتتوافق المعاني بعضها مع بعض.
سابعا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال النغمة:

نقول: ما أحسنَ زيدٌ.
ونقول: ما أحسنَ زيداً!
ونقول: ما أحسنُ زيدٍ؟
وكل مثال من الأمثلة السابقة له نغمة خاصة يجب أن ينطق بها،فإذا تغيرت النغمة التي ينطق بها تحول التركيب إلى تركيب غير سليم،ويجب عندها أن نقوم بتغيير العلامات،فمثلا لو نطقنا المثال الأول بنغمة تعجبية،وقمنا بمد (ما) فإن الجملة تصبح جملة تعجبية وينبغي أن تتحول زيدٌ إلى زيدا،وإلا صار التركيب غير صحيح.
ثامنا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال الأداة:

يجوز لنا أن نقول: أكتابا تقرأ مساء أم قصة؟
ولا يجوزأن نقول: هل كتابا تقرأ مساء أم قصة؟
فالتعبير الأول مستقيم حسن والثاني لا يجوز، لأننا نطلب بالهمزة وبأم التعيين، أما هل فهي للتصديق، ولا يجوز استخدام (أم) مع (هل)،قال سيبويه: فإذا قلت:أزيد أفضل أم عمرو؟ لم يجز هنا إلا (أم) لأنك إنما تسأل عن أفضلهما،ولست تسأل عن صاحب الفضل، فلا يجوز: أزيد أفضل أو عمرو؟
وأخيرا،فالاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى بين أجزاء التراكيب هي المعيار في بيان درجة صحة نظمها، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست