نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 742
مثال: قال الله تعالى: (وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) أَدْخَلَ على وزن أفعل ومعناه هنا التعدية أي جعلناه داخلاً في رحمتنا، وكان الفعل في أصله المجرد لازما (دَخَلَ) فلما دخلت عليه الهمزة صيرته للتعدية.
وإذا رأيت فعلا مضارعا على أربعة أحرف ورأيت حرف المضارعة منه مضموما فهذا يدل على أن ماضيه هو (أَفْعَلَ)، وإذا رأيت حرف المضارعة منه مفتوحا فهذا يدل على أن ماضيه ثلاثي مجرد.
مثل: (يَذْهَبُ- يُذْهِبُ) فكلاهما على أربعة أحرف ولكن الأول مضارع لـ ذَهَبَ، والثاني مضارع لـ أَذْهَبَ بدليل الفتحة والضمة.
ومثل: (يَعْمَلُ- يُعْمِلُ) فالأول مضارع عَمَلَ، والثاني مضارع أَعْمَلَ لأنه مضارعه مضموم فافهم.
2 - (فَعَّلَ يُفَعِّلُ) بزيادة حرف من مثل العين نحو كَسَّرَ والأصل كَسَرَ فزدنا سينا، ومثل: قَطَّعَ، ومَزَّقَ، وفَتَّحَ.
وأمثلة هذا الوزن أكثر ما تأتي للتكثير تقول: قَطَعَ زيدٌ الحبلَ فلا يفيد سوى حصول القطع فإذا قلتَ: قطَّعَ زيدٌ الحبلَ دلَّ على كثرة التقطيع فالحبل صار أوصالا، وتقول، كَسَرَ زيدٌ البابَ، فإذا قلتَ كَسَّرَ زيدٌ البابَ دل على كثرة التكسير.
مثال: قال الله تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) غَلَّقَ على وزن فَعَّلَ وهو يفيد التكثير أي أغلقت أبوابا كثيرة، ففرق بين غَلَقَ وغَلَّقَ.
وقد تأتي (فَعَّل) للتعدية لا للتكثير وذلك إذا كان الفعل قبل التضعيف لازما ثم صار متعديا بالتضعيف.
مثل: فَرِحَ زيدٌ، وفَرَّحتُ زيداً أي جعلته فَرِحاً، وخَرَجَ زيدٌ وخَرَّجْتُهُ أي جعلته خارجاً.
وكذلك إذا كان الفعل متعديا فزاد مفعولا به بالتضعيف، مثل: فَهِمَ زيدٌ المسألةَ، وفَهَّمْتُ زيداً المسألةَ، أي جعلته فاهما لها ففَهَّمَ هنا للتعدية.
3 - (فَاعَلَ يُفَاعِلُ) بزيادة الألف بين الفاء والعين مثل: قَاتَلَ، والأصل قَتَلَ، ومثل: ضَارَبَ، ونَازَلَ، وصَالَحَ.
وهذا الوزن يأتي للدلالة على المشاركة تقول: قَتَلَ زيدٌ عمراً، فيدل على أن الفاعل فعل القتل في عمرو، فإذا قلتَ قَاتَلَ زيدٌ عمراً، دلَّ على أن التشارك في القتال فزيد قاتل عمرا، وعمروٌ قاتلُ زيداً.
وتقول: يضْرِبُ زيدٌ عمراً فيدل على أن الفعل يصدر من زيد، وإذا قلتَ يُضَاربُ زيدٌ عمراً، فيدل على المشاركة في الضرب فكل واحد يضرب صاحبه.
مثال: قال الله تعالى: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) سَاهَمَ على وزن فَاعَلَ ومعناه هنا المشاركة في الاقتراع لأن المساهمة معناها هنا الاقتراع أي عمل قرعة لمعرفة الخاسر، فنبي الله يونس عليه السلام حينما كان في السفينة واشتدت بهم العاصفة عملوا قرعة فمن خرج اسمه ألقى بنفسه في البحر- حسب العادة عندهم آنذاك- فخرج سهم يونس ومعنى المدحضين أي الخاسرين المغلوبين ولهذا ألقى بنفسه في البحر فابتلعه الحوت.
والقصد هو أن معنى ساهم هنا هو المشاركة في الاقتراع.
تنبيه: الهمزة في صيغة (أَفْعَلَ) هي همزة قطع لا تسقط إذا وصلت بشيء قبلها.
فتلخص أن الثلاثي المزيد فيه بحرف ثلاثة أنواع: ما زيدت فيه همزة القطع في أوله (أَفْعَلَ) وهذه الصيغة للتعدية غالبا، وما زيد فيه حرف يماثل عين الفعل (فَعَّلَ) وهذه الصيغة للتكثير غالباً، وما زيدت فيه الألف بين الفاء والعين (فَاعَلَ) وهذه الصيغة للمشاركة غالبا.
(الأسئلة)
1 - في ضوء ما تقدم ما هي أبواب الثلاثي المزيد فيه بحرف واحد؟
2 - ما هي معاني تلك الأبواب؟
3 - مثل بمثال من عندك لكل باب من أبواب الثلاثي المزيد فيه بحرف واحد؟
(التمارين)
عَيَّنْ الأفعال المزيدة فيه بحرف على الثلاثي وبين وزنها:
(أَظْهَرَ- يَخْرُجَ- يُجَاهِدُ- عَزَّزَ- شَارَكَ- عَاهَدَ- يُبْصِرُ- يُقَاوِمُ- انْهَزَمَ- عَلَّمَ- يَرْفَعُ- يُطْعِمُ).
قد علمتَ أن الفعل المزيد فيه على الثلاثي ثلاثة أنواع: ما زيد فيه حرف واحد، وما زيد فيه حرفان، وما زيد فيه ثلاثة أحرف، وقد مضى بيان النوع الأول فلنتبعه بالنوع الثاني.
والمزيد فيه حرفان خمسة أوزان هي:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 742